بعد سيطرة القوات السورية من جيش النظام على مدينة حلب بدعم من إيران والميليشيات الشيعية والدب الروسي، لم يخرج أي رد فعلي سواء كان بشكل رسمي أو غير رسمي حول ما وقع في ثاني أكبر مدينة سورية من طرف الرئيس المصري عبد الفتاح الفتاح مقابل بيان وصف بالخجول من طرف بعض نواب البرلمان المصري.
في نفس الوقت اعتبر وسائل الاعلام المصرية والتي تدور في فلك النظام، ما حصل في حلب بمثابة “التحرير” من قوات المعارضة التي يطلق عليها الإعلام المصري اسم “الجماعات الارهابية”، هذا في الوقت الذي لم يكن رد الفعل الشعبي المعهود عن الشعب المصري حاضرا، حيث أنه لم يتعدى بيانا من حزب مغمور طالب بوقف ما يحدث في الساحة السورية من جرائم انسانية، مقابل تعبير بعض الشخصيات العامة التي تعد على أصابع اليد الواحدة على نفس الموقف.
السيسي تجاهل بشكل كامل الحديث عن ما يقع في حلب، وهو الذي أكد في وقت قريب أنه يدعم جيش بشار الأسد ضد الجماعات الارهابية على حد وصفه، حيث قال فقط عند قيامه بإفتتاح مشروع للصرف الصحي :” محاربة الإرهاب لا تكون بالجهد الأمني فقط بل بتغيير حياة الناس للأفضل”.
من جهتها سارت الخارجية المصرية على نفس النهج، حيث قامت بتجاهل جميع الأحداث بحلب، مقتصرة على إعلان للقائم بالسفارة المصرية في دمشق محمد ثروت سليم على أن مصر تمكنت من إجلاء 15 مواطنا مصريا من مناطق الاشتباك، فيما صدر بيان آخر عبر لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب تحدث فيه أن الموقف على الأرض السورية، وهو بيان كان في مجمله منحازا للنظام السوري، حيث طالب البيان بـ “حل سياسي يجرم العنف والطائفية كشرط موضوعي لاستنهاض وتعبئة السوريين في محاربة التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في سوريا” حسب ما أشار البيان دائما.
وفي اتساق تام مع الموقف الرسمي، هلل الإعلام المصري لسيطرة جيش النظام السوري على مدينة حلب، معتبرا أن ذلك يعد “تحريرا” للمدينة من طرف الجماعات المتطرفة والارهابية.
صحيفة الاهرام التي تعتبر جريدة قومية تنطق بلسان نظام السيسي، خصصت افتتاحيتها ليوم الأربعاء لما يقع بالمدينة السورية المنكوبة، معنونة ” حلب تتحرر” حيث قالت أن الجيش السوري سيكون هدفه المقبل مدينة ادلب، التي تعتبر منفذا ثانيا للمعارضة من تركيا”.
واعتبرت ذات الجريدة أن المعركة الأخيرة بمدينة حلب أكدت قدرة الجيش السوري على السيطرة على أراضيه وأن استرجاع ما تبقى هو مسألة وقت فقط، لذلك سيكون الحل المناسب في الوقت القادم الوصول إلى تسوية سياسية.
في نفس السياق دعا مكرم محمد، الكاتب الصحفي المحسوب على النظام المصري في مقال له التركيز على الواقع حيث قال :” لا يبدو أن هناك فرصة مواتية أمام قوات المتمردين لتغيير موازين القوى الراهنة في حلب”.