دون التطرق لملف اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، أو ملف القيادي محمد دحلان المفصول من حركة فتح، جاء خطاب محمد عباس أبو مازن، الرئيس الفلسطيني بمناسبة المؤتمر السابع لحركة فتح دون ما توقعه السياسيون المتابعون للواقع السياسي في البلاد .
وركز عباس في خطابه على برنامجه السياسي القادم، واضعا على رأس هذا الملف “السلام” مع إسرائيل كخيار استراتيجي مهم حمل في نفس الوقت العديد من الرسائل للقيادة المصرية ودورها الكبير في القضية الفلسطينية، حيث قدم الشكر للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي بشكل “عابر وبارد” حسب ما أفاد مراقبون، عكس الشكر الحار والكبير الذي قدمه لدولة قطر ودورها الكبير والمتصاعد في الملف الفلسطيني.
وتعليقا على هذا الخطاب، قال الدكتور إسماعيل الأشقر، مستشار مجموعة الراصد للدارسات في تصريحات صحفية إن أبو مازن لم يتجاهل مصر ودورها الكبير في القضية الفلسطينية، معتبرا أنه قدم لها الشكر الجزيل في أكثر من مرة ووصفها بشكل واضح وصريح بأنها “بوابة المصالحة الفلسطينية” بين كل من حركة فتح التي يتزعمها أبو مازن، وحركة حماس.
وأضاف الأشقر: “الشكر الذي قاله أبو مازن من النوع الذي فيه مجاملة ويخفي الأزمة الصامتة المدفونة بين القيادة الفلسطينية والمصرية على حد سواء”، ثم مستطردا :” عباس لا يستطيع نهائيا أن يفتح خطا ناريا على مصر، رغم معرفته أن مصر لديها استدارة سياسية في التعامل معه بسبب قضية داخلية، عبد الفتاح السيسي ومخابراته ألحت على عباس بضرورة استيعاب دحلان وفريقه، من خلال إقناعه بأن هذا الرجل قادر على إدارة الملف الأمني للسلطة الفلسطينية والتعامل مع حركة المقاومة الاسلامية حماس، التي تعتبرا خصما حقيقيا للنظام المصري”.
واعتبر ذات المتحدث أن المشكل كل المشكل هو في تعامل عباس مع حماس حيث أفاد :” بالنسبة للمصرين، فإن محمود عباس أثبت فشله بالتعامل معه خلال عشرة سنوات، ويبدو أن دحلان يقدم رؤية سياسية وأمنية شاملة في التعامل مع هذه الملفات التي عجز عنها أبو مازن”.
واعتبر الأشقر أن خطاب أبو مازن كان مجرد خطاب طويل جدا وصل إلى 3 ساعات، يميل بشكل أساسي إلى الكوميديا الدعائية، مقتصرا فقط على تسويق أعمال لأنه يعتقد أن حركته قدمت الكثير للشعب الفلسطيني، كما أن عباس عندما أراد التسويق لنفسه، قال أنه لم يتنازل عن ثوات المجلس الوطني الفلسطيني لسنة 1988، لكنه لم يذكر المبادئ التي قامت عليها حركة فتح ستينيات القرن الماضي.
وختم الخبير السياسي كلامه بالقول :” خطاب عباس لم يقدم أي جديد في رؤيته السياسية، وبأنها هي نفسها التي أعلنها سابقا، وهي: دولتان وشعبان، واستمرار في برنامج المفاوضات من خلال بوابة المجتمع الدولي”.
وكانت مصادر داخل إسرائيل قد أعلنت عن ساعدتها بالتمسك بعباس على رأس فتح على اعتبار أن مكتبسات إسرائيل ستندثر في حالة تم اختيار أي شخص آخر غيره.