اعتبر أحمد الريسوني، الفقيه المقاصدي المغربي، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن استفادة الحركات الاسلامية المشرقية من تجربة اخوانهم في المغرب العربي ستكون مفيدة وليس فيها عيب واحد، نافيا في نفس الوقت ممارسة الاستاذية أو التعالي على المشارقة، مؤكدا أن لا أحد تدخل في قرار حركة النهضة في فك الارتباط بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
وقال الريسوني في تصريحات صحفية :” حكاية التعالي وإعطاء الدروس غير واردة بهذه الصفة القدحية، لكن نحن يشرفنا أن نقدم شيئا ينفع، سواء بتجربتنا العملية، أو بتصريحاتنا، أو بانتقاداتنا.. لم لا؟ هل مكتوب على المشرق أن يعلم المغرب؟ والعكس لا يكون أبدا!! لا.. هذا المنطق غير وارد عندنا”، مضيفا :” نحن نسقط كل هذه الاعتبارات ونقول ننظر فيما نقول وتقولون بعلمية، نحن حقيقة متشبعون بالإسلام ولا فرق عندنا بين مشرق ومغرب، فلو فرضنا أننا نعطي الآن بعض الدروس، فإننا تلقينا دروسهم منذ 60 سنة، ولم نستفد منها إلا القليل”.
وقال الريسوني إن الكثير من الحركات في العالم الإسلامي أخذت بعض الأخطاء الشاسعة، معتبرا أن الاخوان المسلمين على وجه الخصوص وأحد أكبر الاشكالات لديهم هو الاستاذية على العالم وليس فقط على المغاربة”، مضيفا :” بكل تأكيد فالتجربة الآن في المغرب العربي، خاصة في تونس والمغرب وموريتانيا، لأن هذه الدول الأبعد والأقل ارتباطا بالإخوان، تجربة يجب أن يستفيدوا منها، إذا كان لهم من التعقل والحكمة، ما يجب أن يكون عندهم، يجب أن يستفيدوا من تجارب إخوانهم ولو جاؤوا بعدهم، ولو أنهم استفادوا منهم في بعض الأوقات”.
وحول علاقة العدالة والتنمية المغربي وحركة التوحيد والإصلاح من جهة وحركة النهضة الاسلامية من جهة أخرى، قال الريسوني: “لسنا داعمين لا سلبا ولا إيجابا، لعلاقة الإخوة التونسيين بجماعة الإخوان المسلمين، ولا بغيرهم في أي بلد. نحن دائما نجيب ونؤكد الحقيقة الواقعة أننا لم نرتبط تنظيميا بالإخوان في أي لحظة من اللحظات”، مضيفا ومتحدثا بإسم حركة التوحيد والإصلاح:” لا نتدخل في الآخرين التابعين للجماعة والمنضويين تحتها، ربما تأثيرنا غير مباشر، لأن تواصلنا مع التونسييين هو الأكثر من علاقتنا بأي بلد آخر، حتى الجزائر لأسباب معروفة علاقتنا بهم أقل”، ثم مستطردا:” لذلك فعلاقتنا بالتونسيين وتفاعلنا معهم وتفاعلهم معنا، ودراسة التونسيين هنا بالمئات في المغرب، منهم الآن قياديون في حركة النهضة، كل هذا جعل التوافق كبيرا، نحاضر عندهم ويحاضرون عندنا، يجلسون معنا في خواص جلساتنا ونفعل ذلك معهم، فهناك تفاعل متبادل بين التجربتين بصفة خاصة في الفصل بين الحركة والحزب”.
ويعتبر الريسوني أحد أهم منظري حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي وصل إلى رئاسة الحكومة لولايتين متتاليتين.
رغم أن الحزب فك الارتباط بحركة التوحيد والإصلاح، معتبرا أن التفرغ للعمل السياسي أصبح ضرورة يجب معها فصل الدعوة عن السياسة حسب ما قال عبد الإله بنكيران أمين عام العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية للولاية الثانية.