منذ اندلاع الثورة السورية سنة 2011، انقبلت الموازين بعد أن انسحب محمد حسني مبارك وقبله زين العابدين بن علي بضغط شعبي، أما في سورية الأسد فكان الوضع مختلفا، اختار النظام القتال حتى آخر رصاصة يتم توجيهها لكل من حمل في وجه الدكتور بشار الأسد عبارة “إرحل”.
هذه القوة والصبر على الضغوط الداخلية والخارجية لم يأتي لصلابة النظام السوري الذي وحسب حلفائه كان سينهار بعد 48 ساعة من اندلاع المظاهرات في البلاد، لكن الصبر كان بسبب الدعم الكبير من طرف إيران وحزب الله وبعد ذلك روسيا، والكثير الكثير من الميليشيات الشيعية التي جاءت حسب اعتقادها من أجل خوض الحرب بجانب “الحسين بن علي” رضي الله عنهما.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قامت بنشر تقرير حول الوضع الداخلي في سوريا، وكيف أن الحكومة السورية ورغم أنها تأمل في أن يؤدي الحصار المضروب على معاقل المعارضة في قهرها، إلا أن حقيقة الأمر تقول أن قوات بشار الأسد لا تسيطر على زمام الأمور بنفسه، لأن من يتولى تنفيذ هذه المهمة هم الآلاف من الرجال المنضمين للميليشيات الشيعية في كل من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان الموالين بشكل مباشر لإيران، أهم حليف لبشار الأسد ونظامه القائم حتى الآن في دمشق.
وقال التقرير أن هؤلاء المقاتلون “العقائديون” قدموا خلال الجزء الأكبر من الحرب الأهلية في سوريا من أجل دعم نظام “آل الأسد” والجيش السوري الهزيل والذي شهد العديد من الإنشقاقات، وهم أنفسهم القائمون الآن بأدوار مهمة للغاية في محاولة من أجل السيطرة على شرقي مدينة حلب في تنسيق مع القوات السورية والقوات الروسية.
ونقل الموقع الأمريكي عن فيليب سميث الخبير في شؤون المليشيات الشيعية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قوله أن الميليشيات الشيعية تقوم الآن بدعم نفوذ إيران على أرض سورية، معتبرا أن هذا الأمر هو خطر على نظام بشار الأسد حيث قال :” نهم يشكلون قوة برية سوف تتمركز هناك لما بعد انتهاء الحرب وتمثل جيشاً قوياً وتحظى بنفوذ عقائدي في سوريا لصالح دولة إيران”.
وقال التقرير أن رئيس النظام السوري الحالي بشار الأسد لا يملك أية طريقة يستطيع من خلالها الحد من هذا النفوذ المتنامي لهذه الميليشيات، رغم الاهتمام الكبير للمسئولين السوريين بهذا الملف، مضيفا أن إيران قامت باستغلال الميليشيات الشيعية منذ زمن بعيد في بلدان أخرى من أجل استعراض قواها الميدانية، وتتضمن هذه الجماعات عددا كبيرا من الفصائل المسيطرة مثلا على السياسة العراقية بقوة السلاح، بجانب حزب الله اللبناني وهو حزب سياسي يملك قوة عسكرية تفوق بكثير قوة الجيش اللبناني نفسه.
وقال محللون أن الوضع حاليا في سورية، لا يستبعد أن يصب في طريق مواجهة مباشرة بين كل من إيران وسوريا، نظرا لأطماع الطرفين في المنطقة رغم دعمهما لبشار الأسد، لأسباب مختلفة.