تمكن مرشح الحزب الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض، و يصبح بذلك الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية، بعد صراع مرير و طويل مع منافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
و بعد أن انتهت عملية التصويت في كل أنحاء البلاد، و وفقا للإحصائيات فإن ترامب قد فاز بـ29 ولاية، منها : فلوريدا وأوهايو وإنديانا وكنتاكي وويست فرجينيا وتينيسي وميسيسبي وأوكلاهوما وألاباما ونورث كارلينا وساوث كارولينا، في حين فازت كلينتون بـ19 ولاية منها كاليفورنيا وهاواي وكولورادو وإلينوي ونيويورك ونيوجيرسي وبهذا حصلت كلينتون على 218 صوتاً مقابل 277 لترامب.
و يعتبر دونالد ترامب مثيرا للجدل بمواقفه تجاه قضايا متعددة كالهجرة والإسلام ونظرته الخاصة للهوية الأمريكية، فمن يكون هذه الشخصية التي استطاعت أن تقنع الشعب الأمريكي بالتصويت لها؟
فقد ولد دونالد جون ترامب، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية وصاحب تسريحة الشعر الغريبة والشهيرة، في ضاحية كوينز في نيويورك في 14 يونيو/حزيران 1946. أدرك والداه حين كان صبيا أنه يشكو من الإفراط في النشاط، فقاما بإلحاقه بكلية عسكرية عند بلوغه سن المراهقة ليتمكن من توجيه طاقاته بشكل أفضل.
و التحق دونالد ترامب بمدرسة وارتون للمحاسبة في جامعة بنسلفانيا، قبل أن يبدأ مسيرة إدارة الأعمال في شركة والده المتخصصة في العقارات، حيث أظهر تميزا في مجال الأعمال تحت رعاية والده فرد ترامب.
و قد كان معجبا كثيرا بأبيه إلى درجة أنه خلال المؤتمر الذي أعلن خلاله قبول ترشيح الحزب الجمهوري له في كليفلاند، قال “والدي فرد ترامب كان أكثر الرجال ذكاء وأكثرهم عملا ممن عرفتهم جميعا”.
فيما خاض ترامب غمار رحلة الأعمال بمفرده عام 1983، حيث بدأ بتشييد ناطحات السحاب، وشيد أول ناطحة سحاب أسماها “برج ترامب” قبل أن يبدأ بتشييد أبراج أخرى غزت مدينة نيويورك وتحمل كلها اسمه، و ترامب بدأ يلقبه الأمريكيون “الدونالد” ترامب الشهير، وأصبحت تسريحة شعره رمزا للنجاح في الأعمال خلال الثمانينات.
كما كان يحب الظهور الإعلامي وعالم المشاهير، وقدم لمدة 12 عاما برنامج تلفزيون الواقع”ذي أبرنتيس” حيث أجرى اختبارات لعدد من المرشحين للالتحاق بشركاته العملاقة، وعرفه الجميع بعبارته الشهيرة “أنت مطرود “، وبدأت شعبيته بالارتفاع لدى قسم كبير من الأمريكيين وكان ذلك يسليه.
لم تكن حياة ترامب سهلة بل واجه عدة مصاعب في إدارة مشاريعه العقارية العملاقة خلال التسعينات، وكاد أن يشهر إفلاسه خلال أزمة العقارات في 1990 نتيجة ارتفاع قيمة ديونه التي بلغت مليارات الدولارات، لكنه استطاع التغلب على هذه المصاعب والإشعاع مجددا، قبل أن يواجه أزمة جديدة كادت تعصف بإمبراطوريته في 2005 بعد أن سجلت كازينوهاته في مدينة “أتلانتيك سيتي” خسائر فادحة قبل أن ينقذ مجددا مجموعته من الانهيار في آخر لحظة.
ورغم أن العديد من شركاته أفلست، فإن دونالد ترامب كثيرا ما يتباهى بثروته التي يضخمها أحيانا ويقول إنها تناهز 10 مليارات دولار، رغم أن العديد من التقارير تشكك في ذلك، و كانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت مؤخرا عن الإقرار الضريبي لعام 1995 لترامب، يفيد بأنه أعلن عن خسائر بقيمة 918 مليون دولار، ليتجنب بذلك دفع ضرائب على دخله لأكثر من 10 سنوات.
أما فيما يخص علاقته الشخصية فإن ترامب يعتبر مزواجا و محبا للنساء، فقد تزوج سنة 1977 عارضة الأزياء والرياضية التشيكية الأصل إيفانا زلينكوفا ورزق منها بثلاثة أبناء: دونالد ترامب جونيور، إيفنكا وإيريك، قبل أن ينفصل عن زوجته عام 1992 ليتزوج مجددا في 1993 من الممثلة ومقدمة التلفزيون الأمريكية مارلا آن مابلس بعد سنة واحدة من طلاقه، ورزق ترامب بطفلة من الممثلة أسماها تيفاني، ودام زواجه ست سنوات قبل أن ينفصل عن زوجته الثانية في 1999، وفي 2005، تزوج رجل الأعمال الأشهر في أمريكا من الحسناء السلوفانية وعارضة الأزياء ميلانيا كنوس والتي رزق منها بولد اسمه بارون وليام.
بوصول ترامب للبيت الأبيض يكون قد كذب كل التكهنات التي كانت تشك باعتلاءه كرسي الرئاسة، إلا أنه حقق هذا الإنجاز ليصبح بذلك الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية، فيما انتظارات الشعب الأمريكي كبيرة و تعلق أمالها على هذه الشخصية التي استطاعت أن تفرض نفسها و تقنع الناخبين الأمركيين بمشروعها و تنال ثقتهم.