في العام 1944 كان الرئيس الـ 41 للولايات المتحدة بوش قد حصل على ترقية عسكرية وأصبح ضابطاً في سلاح الجو وتمّ تكليفه بمهمة لتنفيذ غارة على اليابان تحديداً على جزيرة شيشيجما هدف المهمة كان تفجير أحد أبراج الاتصالات الأساسية التي استخدمها الجيش الياباني وقتئذ ولكن الجزيرة بحسب ما يقوله بوش الأب في كتاب سيرته الذاتية (القدر والسلطة: الأوديسة الأميركية لجورج ووكر بوش)أن الجزيرة كانت محصّنة جيّداً بالدفاعات الجوية.
وكان بوش الأب يطير برفقة تسعة عسكريين أميركيين آخرين عندما اعترضت النيران اليابانية قاذفتهم وأسقطتها غير أن المجموعة نجحت في تنفيذ الضربة قبل إسقاط الطائرة ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقتطفاً من سيرة بوش الذاتية يقول فيها إنه نجح بإطلاق نفسه من الطائرة بعد اشتعال أحد جناحيْها علماً أنه رفض تركها قبل تنفيذ الضربة ويضيف ارتطم رأسي بذيل الطائرة بسبب قوة الريح ولكنني نجحت بفتح المظلة وهبطت في الماء وفي نصّ يشبه سيناريوهات الأفلام أشار المؤرخ إلى أن بوش الأب وجد نفسه وحيداً في الماء بعد أن أضاع زملاءه الآخرين وفتح سترة النجاة وجدّف بعكس التيار الذي كان يدفعه نحو الجزيرة اليابانية.واعترف الرئيس السابق لكاتب السيرة الذاتية قائلاً “في تلك الحظة ظننت أن كلّ شيء انتهى ويقول الكاتب إن بوش الأب شعر بالراحة بعد إنقاذه ولكنه شعر براحة أكبر عندما سمع تفاصيل أخرى تتعلّق بزملائه العسكريين الذين كانوا معه على متن القاذفة ذلك أن أحداً من التسعة الآخرين لم يتمكن من النجاة بعد أن قامت قوات الإمبراطورية بأسرهم وبعد تأسيس الولايات المتحدة ما يعرف بلجنة “غوام” قبل أشهر من نهاية حرب المحيط الهادئ خلصت اللجنة إلى أن اليابانيين عذبوا وقتلوا العسكريين الأميركيين التسعة الذين رافقوا بوش في المهمة وقدّمت اللجنة أدلة يعتقد أنها تتسق مع ما يقوله المحقق التاريخي جيمس برادلي في كتابه “فلايبويز” حول أن العسكريين اليابانيين أكلوا أكباد وأفخاذ أربعة من العسكريين الأميركيين التسعة.