طالب بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الأطراف المتنازعة بوقف القتال فورا معتبرا أن مستقبل سوريا يجب أن يكون تعدديا، ولا يكون بيد طرف واحد دون الآخر.
وقال كي مون بمناسبة كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة 71 للجمعية العامة الثلاثاء، بنيويورك، أن الصراع في سوريا يحصد الملايين ويزرع عدم الاستقرار في المنطقة، منددا باستهداف طيران النظام السوري لقافلة إغاثة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري المحملة بالمساعدات الإنسانية شمال غرب حلب، ما أودى بحياة مسئول أممي والعديد من المتطوعين، كما تم تدمير عدد من الشاحنات التي كانت تحمل المساعدات، معلقا :” استهداف قافلة تحمل المساعدات الإنسانية للمدنيين، عمل وحشي”.
وفي موضوع القضية الفلسطينية، اعتبر بان كي مون، أن ما يقع في فلسطين وإسرائيل يشعره بالامتعاض الشديد، معتبرا أنه وطيلة عشر سنوات، لم يتم استغلال الوقت من أجل إحلال السلام، حيث زاد الاستيطان الإسرائيلي وتفاقم الانقسام الفلسطيني، وهو ما أدى إلى اليأس وفقدان الأمن في المستقبل القريب.
وأفاد بان كي مون بمناسبة كلمته في الأمم المتحدة دائما أن بدون حل وجود دولتين، أولى فلسطينية وثانية إسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب، يجعل من مستقبل المنطقة أسود حالك، ما سيجعل الدولة اليهودية تجد نفسها معزولة عن العالم بأفعالها.
وخاطب بان كي مون الأنظمة الحاكمة في العالم قائلا :” السلطة هي مسئولية وفرها الشعب وليست ملكية خاصة، لا تقوضوا الديمقراطية ولا تنهبوا موارد بلدانكم، ولا تسجنوا الأشخاص الذين ينتقدونكم”، متابعا :” أقول للجميع وبكل وضوح، لا يجب عليكم الانتباه للحسابات السياسية الضيقة، وتدعوها تلقي بظلالها وتفضي إلى الصراع والخوف”.
وأكد بان كي مون أنه على العالم بأسره أن يقف ضد الأكاذيب وتشويه الحقائق وأن يكون قادرا على جميع أنواع وأشكال التمييز، مع تعزيز عمليات حفظ السلام في مختلف أنحاء العالم، موضحا أن الخطة الوحيدة من أجل الحيلولة دون انتشار التطرف العنيف هو ببساطة العمل على عدم وجود الأسباب المفضية إلى ذلك كالعنصرية المتفشية خصوصا ضد اللاجئين من المسلمين الذين أصبحوا يوضعون ويصنفون ويواجهم بالشك والريبة والإسلاموفوبيا.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة كلامه أيضا لقوات حفظ السلام، والتي اتهمت في الكثير من الأحيان بالعنف والاستغلال الجنسي معتبرا أنها غير مقبولة حيث قال :” هذه الأعمال فظيعة، الاستغلال الجنسي الذي يرتكبه بعض الجنود في قوى حفظ السلام ساهم في زيادة معاناة الشعوب التي تعاني أصلا من نزاعات مسلحة، نرفض أن يتحول الحماة إلى معتدين، ولاينبغي أن ندخر جهدا في مضاعفة جهودنا من أجل تطبيق عدم التسامح وتسامح الصفر مع كل من يثبت في حقه هذا الأمر”.
هذا وجاء خطاب بان كي مون بهذا الشكل، بعد تعرض الأمم المتحدة لانتقادات عديدة، منها عدم الوقوف في وجه إسرائيل، ودعم وتمويل جمعيات تابعة للنظام السوري، والسكوت على الانتهاكات الجنسية لجنود “القبعات الزرقاء” بعدد من البؤر المشتعلة.