لمح الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان إلي قيام بلاده بعملية شبيهة “بدرع الفرات” التي دخل فيها الجيش التركي منذ أسابيع في شريطه الحدودي له، وذلك بمدينة الموصل الخاضعة لتنظيم داعش منذ سنة 2014.
وقال أردوغان خلال كلمة له بمناسبة برنامج المعادية الذي أعدته الحكومة التركية على شكل “وقف تركيا للمتبرعين” أن الحل بالموصل قد يكون تدخلا تركيا في محافظة نينوى التابعة لداعش، بعد أن كان الجيش قد تدخل عسكريا في مدينة جرابلس شمالي سوريا ضد التنظيم، حيث قام بتحقيق العديد من الانتصارات افقدت تنظيم البغدادي توازنه التكتيكي والعسكري، حيث أضاف أردوغان :” العمل الذي نقوم به هو تنفيذ لمشروع منطقي جدا، اقترحناه منذ سنوات على الدول الحليفة وحلف الشمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي، درع الفرات عملية أرضت بشكل كبير الشعب السوري، وكون المنظمات الارهابية امتعضنت منها يعني شيئا واحدا، أننا على الطريق الصحيح”.
وشدد الرئيس التركي أن تركيا لا تطمع أبدا في الأراضي السورية وأن البلاد للسوريين وأن جميع الأطراف يجب أن تكون واعية بذلك، وهو ما يجعل تركيا تتشبث بمسألة عدم استقطاع أي بلد لأرض من سورية كيفما كانت.
وأعرب أردوغان عن أسفه كون الأزمة الحالية خرجت من إطار كون الأزمة السورية متعلقة بسوريا فحسب مضيفا :” الأمر تطور بشكل كبير، تحولت إلى قضية بقاء تركيا دولة وشعبا، لهذا كان القرار أن تكون البلاد ذات فاعلية في الميدان ضد المنظمات الارهابية من خلال عملية “درع الفرات”، لكن موقفنا يبقى واضحا جدا تجاه قضية وحدة التراب السوري وحق الشعب السوري في تقرير مصيره”
وأفاد أردوغان أنه وحكومته يأملون أن تنجح الولايات المتحدة الأمريكية وسوريا في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والذي بدأ يوم الإثنين لمدة أسبوع مع تمديده لمدة يومين حسب ما أعلنت روسيا، رغم قيام النظام السوري بخرق الهدنة في مناطق كثيرة منها القنيطرة وحلب.
وأوضح أردوغان في كلمته موقف تركيا من الوضع السوري قائلا أن بلاده تحملت مسئوليتها الكاملة في المجال الإنساني منذ أول يوم اندلعت فيه الأزمة السورية، مهاجما المساندين للنظام عبر القول :” كل دولة تساند النظام السوري والمنظمات الارهابية في سوريا، شريكة في قتل حوالي 600 ألف برئ منذ 5 سنوات”، رغم عودة العلاقة بين تركيا وروسيا إلى مجاريها، رغم دعم موسكو الكبير لنظام الأسد.
ويعتبر متتبعون أن تركيا أصبحت الآن تفصح عن نواياها الصريحة نحو توسيع حضورها في المنطقة بتدخلها عسكريا في سوريا وبعد ذلك في العراق إن تم ذلك، حيث أن النظام التركي الحالي وبعد إفشاله الإنقلاب العسكري، اكتسب شعبية داخلية كبيرة، ووزنا خارجيا، سيجعل تركيا تلعب أدوارا أكبر بكثير من تلك التي كانت تلعبها في الأمس القريب.
هذا ولازلت عمليات تركيا مستمرة بشكل كبير في شمالي سوريا ضد تنظيم الدولة والمقاتلين الأكراد المصنفين من طرف أنقرة “كجماعات إرهابية” في الوقت الذي لازالت تطالب واشنطن حلفاءها بالقيام بمجهودات توحيد الرصاص نحو تنظيم داعش على اعتبار أن هذا الأخير هو التهديد الحقيقي للعالم أجمع بعد قيامه بعمليات في مختلف المدن في القارات المختلفة.