قالت بلدية امتريتشي الايطالية انها قررت مقاضاة المجلة الفرنسية المثيرة للجدل ” شارلي ايبدو ” بعد ان قامت هذه الاخيرة بنشر رسوم تسخر من ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد مؤخرا.
وجاء الغضب الشديد من المتتبعين الإيطاليين بعد ان قامت بنشر رسوم كاريكاتورية تحت عنوان ” زلزال على الطريقة الإيطالية ” قامت فيه برسم ثلاثة إيطاليين من الضحايا، الاول مغطى بدمائه وفوقه عبارة ” بيني بصلصة الطماطم ” ثم ثاني جريح فوقه عبارة ” بيني بالفرن ” ثم جثة وسط الانقاض والركام تظهر من خلالها جثة شخص كتب فوقها ” لازانيا”.
ودفعت هذه الرسوم الإيطاليين للاستنكار خصوصا ان الامر يتعلق بأزمة إنسانية كبيرة، حيث قال محامي بلدة ماريو شيكيتي لوسائل الاعلام بإعلان القضية أن الرسوم اهانة رهيبة غير لائقة وغير معقولة لضحايا هذه الكارثة الطبيعية.
وكانت المجلة قد نشرت هذه الرسوم بعد ايام من الزلزال الذي ضرب إيطاليا يوم 24 غشت الماضي ما تسبب في مقتل اكثر من 300 شخص ما اعتبره الكثيرون تجاوزا لحرية التعبير والابداع الى التشفي في الضحايا وأسرهم٠
وبعد حملة الاستنكار التي واجهت المجلة الفرنسية نشرت شارلي ايبدو رسما جديدا تظهر فيه امرأة مسحوقة تحت الانقاض كتبت عليه ” ليست شارلي ايبدو التي تبني مساكنكم بل المافيا”، في الوقت الذي لم تعلن المجلة الفرنسية عن أية ردود رسمية بعد الدعوى القضائية المقدمة فيها.
هذا واعتادت شارلي ايبدو ان تستعمل الاستفزاز كسياسة لها حتى في حالة الكوارث الانسانية كالحروب والزلازل والقتل الممنهج من طرف الأنظمة الدكتاتورية.
حيث كانت قد نشرت يسخر من عدم وصول الطفل السوري أليان الكردي الى البر عندما أدركه الغرق معنونة ” كان قاب قوسين او أدنى من الحصول على وجبة هابي ميل من ماكدونالد ” كما نشرت صورة تمثل فيها السيد المسيح يمشي فوق الماء معلقة ” الأوروبيين وحدهم من يمشون فوق الماء ” في إشارة الى الغارقين من اللاجئين السوريين، بلإضافة الى سخريتها من قتلى رافضي الانقلاب العسكري بمصر٠
كما برعت المجلة في السخرية من الرموز الدينية للديانات السماوية الثلاث، المسيحية واليهودية والإسلام، حتى وصلت في بعض اعدادها الى تجسيد الذات الإلاهية وهو ما كان قد خلف سخطا كبيرا تمت ترجمته الى هجوم مسلح على الجريدة بباريس من طرف مسلحين تابعين لتنظيم الدولة داعش، وهو الحدث الذي جمع ابرز قادة العالم في مسيرة تضامن ضد الهجوم ودفاعا عن حرية التعبيير والرأي.
هذا وكانت تقارير صحفية قد تحدثت عن ان المجلة تهدف الى خلق الجدل من خلال كاريكاتوراتها بطريقة جعلت اغلب مقتنيها من الحانقين عليها، حيث تزيد من حدة السخرية كلما مرت من أزمة اقتصادية تهدف من خلالها العمل على اعادة اسمها الى الساحة العالمية.