انتقادات جديدة تلك التي بدأت توجه لموقع التواصل الاجتماعي تويتر، ذلك أن الموقع وفي إطار إستراتجيته في حرب الرسائل التي تحض على العنصرية والكراهية والطائفية، لا يستهدف سوى حسابات الإسلاميين المتشددين وعلى رأسهم تنظيم داعش، فيما يترك الجمال حرا للمجموعات أخرى مع المتطرفين كالجماعات النازية التي تعد من أكثر الجماعات عنفا على مستوى العالم.
فبحسب دراسة قام بها برنامج جامعة جورج واشنطن عن التطرف، فان الحسابات النازية على تويتر ورغم كونها تستقطب متابعين أكثر بكثير من حسابات الجماعات المتطرفة، إلا أنه لا يتم إلغاؤها ولا منعها ولا حظر صاحبها وهو ما يطرح أسئلة كثيرة.
وقالت الدراسة أنه تم النظر في 18 حسابا مختلفا من الحسابات النازية الشهيرة على تويتر، ما جعل فريق البحث يتوصل أن الحسابات النازية وصلت إلى 25 ألف حساب، بعد أن كانت لا تتجاوز 3500 حساب فقط منذ أربعة سنوات، رغم أن هذه الأعداد الكبيرة نسبيا، إلا أن الدراسة قالت أنه تم التركيز على عدد صغير من الحسابات النازية، للتأكيد على أن العدد المطروح بعيد جدا عن العدد الحقيقي الإجمالي للحسابات النازية التي يقوم بإدارتها قوميون بيض ومتعاطفون مع النازية على تويتر حول العالم.
وقالت الدراسة أن القوميين والنازيين تفقوا على تنظيم داعش بمتوسط الأصدقاء والمتابعين بهامش كبير، حيث يملك النازيون متوسط متابعين أكبر بثمانية أضعاف من مؤيدي داعش، ومتوسط أكبر يتجاوز حضور التنظيم بـ 22 ضعف في الوقت الذي ركز فيه تويتر على حسابات داعش، مغلقا في الفترة الأخيرة 36 ألف حساب محسوب على التنظيم الناشط في سوريا والعراق وليبيا في الوقت الذي أصبحت فيه حسابات النازيين خارج دوريات “التطهير” هذه.
وقالت الدراسة أن تويتر يعتمد على زبنائه من أجل التبليغ على حسابات داعش وهو ما يتم بالفعل، فيما أنه لا يلقي بالا لما يقوم بنشره على موقع التواصل الاجتماعي من طرف النازيين، خصوصا أن هؤلاء الأخيرين ينشطون بشكل كبير على مستوى حملات المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب، حيث أضافت أن الموقع يقوم باستهداف التنظيمات على حساب الأفراد، وهو ما يترجم إغلاق 1100 حساب لداعش مقابل 7 آلاف للنازيين.
وظهر مفهوم النازية الجديدة بعد الحرب العالمية الثانية، وهو توجه يشبه بشكل كبير فكر جناح اليمين المتطرف النازي حسب ما كان تحديده من طرف الرايخ الألماني الثالث، حيث يتواجد الآن العديد من الجماعات النازية الجديدة لدرجة أن منظماتهم رموزهم منعت في العديد من الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية.
هذا ويقوم النازيون الجدد بدعم التيارات السياسية المتطرفة في كل أوروبا وأمريكا، كدعم مارين لوبين في فرنسا، ودونالند ترامت في أمريكا والمرشحين العنصريين في هولندا وألمانيا، وهو ما بدأ ينتشر بشكل كبير خصوصا في ظل الانتشار الرهيب للإسلاموفوبيا بعد الهجمات التي تقوم بها الجماعات الجهادية على العواصم الأوروبية.