اتهم خبير أمريكي الجمهورية الإيرانية بنقل الأسلحة العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد عن طريق طائرات مدنية مخترقة بذلك قواعد الطيران الدولية التي تحرم ذلك بشكل قاطع.
ودعا الخبير الأمريكي إيمانويل أتوليناي الشركات العملاقة المصنعة للطائرات العالمية من قبيل شركة ” بيونغ الأمريكية ” و” شركة إيرباص الأوروبية إلى عدم إبرام أية صفقات بيع الطائرات لطهران حتى لا تكون بذلك مشاركة بالأنشطة المشبوهة التي تقوم بها من أجل دعم الأسد في الحرب السورية.
وقال أتوليناي الذي يعمل بمؤسسة ” الدفاع عن الديمقراطيات ” بالعاصمة الأمريكية واشنطن في مقال له على مجلة ” فروبس إن ” أن الطائرات التجارية الإيرانية تنتهك بشكل مستمر قانون الطيران الدولي بنقلها الأسلحة والعسكريين إلى سوريا، وهو ما يجعل جميع من يساهم في هذا الأمر مذنب خصوصا شركات الطيران التي تتعامل مع إيران وتبيعها الطائرات بعد أن تم رفع الحظر على طهران، ما جعلها تستطيع التعامل مع كبريات شركات تصنيع الطائرات وتقتني عدد منها لشركة الطيران الوطنية الإيرانية ” إيران للطيران “.
ورفض المحلل الأمريكي أن يكون تخفيف الحظر على طهران هو تغير للتوجه العام ضد تحركاتها وذلك لأنها تعتبر إحدى الدول المدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية، داعيا شركة بينغ إلى التفكير مرتين قبل التعامل تجاريا من نظام الفقيه، ذلك لأنها ستكون مشاركة بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية سوريا وداعمة للحرب الأهلية الدموية التي قتلت ربع مليون شخص وهجرت الملايين.
هذا وأفادت تقارير صحفية أن طهران تستعد لشراء حوالي 500 طائرة خلال العقد القادم وذلك بهذه تحديث أسطولها الجوي، حيث كانت إيران للطيران قد أبرمت صفقة مع شركة ” ايرباص ” شهر يناير الماضي من أجل شراء 118 طائرة ركاب بقيمة 27 مليار دولار، فيما تتجه شركة بوينغ الأمريكية إلى إبرام صفقة لبيع طائرات لشركة الخطوط الجوية الإيرانية بقيمة 25 مليار دولار، في صفقة تجارية تعتبر الأولى من نوعها بين الطرفين منذ اندلاع الثورة الإيرانية سنة 1979، لكن من المتوقع أن تفشل هذه الخطوة بعد أن صادق مجلس النواب الأمريكي إلى المصادقة على مشروع قانون يمنع هذه الخطوة.
هذا وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تجد نفسها في موقف حرج في الفترة الأخيرة بعد الاتفاق النووي مع إيران، بسبب موقفهما المختلف في سوريا وعدم رضا الشارع الأمريكي على التقارب مع إيران التي كان يصنفها البيت الأبيض على قوائم الإرهاب، في الوقت التي أصبح التعاون الاقتصادي والتجاري كبيرا، ما قد يدعم فرضيات وجود تعاون قريب على المستوى السياسي فيما يخص ملف سوريا، بسبب موقف إيران وأمريكا المشترك من داعش والنصرة وجميع الجماعات الجهادية المقاتلة على الأراضي السورية، هذا في الوقت الذي بدأت الوئام بين الطرفين يجد له طريقا واضحا بعد تسليم إيران والتيارات التابعة لها مفاتيح بغداد.