نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا مثيرا عن ملفات تم الكشف عنها حول اغتيال الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي سنة 1963، مؤكدة أن هذه الوثائق تعدم وبشكل كبير نظرية المؤامرة التي طغت منذ سنوات طويلة على الملف.
وقال التقرير البريطاني :” آخر ما لدى الحكومة من أسرار سيتم الكشف عنه، فـ”هل ستظل هناك مؤامرة؟ فلا أحد يتحدث عن عملية اغتيال ثانية في ديلي بلازا مكان الاغتيال، فالأدلة الموثقة كلها تشير إلى أن الفاعل كان لي هارفي أوزوالد الرجل الذي حمل السلاح وقتل، ولم تكن المافيا هي التي أسكتت أوزوالد”، مضيفا :” البداية كانت هناك نظرية مؤامرة قامت بها الحكومة لتدمير الوثائق والصور كلها، وإسكات الشهود ومن تجرأ على الحديث، والتزييف من أجل التغطية على حقيقة ما تعرفه الحكومة، أو ما كانت تعرفه عن تحركات أوزوالد، والتهديد الذي كان يمثله على الرئيس”.
وواصلت المصادر ذاتها :” الحديث عن التعتيم ليس مبالغا فيه، وهو ما قامت به المخابرات في المرحلة التي تبعت الاغتيال، حيث اعترف مؤرخ داخل المؤسسة في عام 2014، بعدما كشف عن تقرير داخلي، بأن الوكالة قامت بالتعتيم، وإن بطريقة خفية، فحاولت إخفاء أدلة من التحقيق الذي قامت به لجنة وارين والمحققون الحكوميون، لافتة إلى أن التغطية كانت متعلقة بجعل المحققين يركزون على ما اعتقدت الوكالة في حينه أنه الحقيقة، وهو أن هارفي لي أوزوالد قام وبدوافع يجب تحديدها بالتصرف بمفرده لقتل كيندي”، مواصلا :” الأمر ليس تغطية، لكنه في الحقيقة أسهم في انتشار نظريات المؤامرة، التي كشفت عنها وثيقة بعد وثيقة، وليس (سي آي إيه) وحدها هي المتهمة، بل مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) أيضا، فمنذ الستينيات من القرن الماضي أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأمريكيين مقتنعون أن حكومتهم لم تقدم لهم الحقيقة الكاملة عن مقتل كيندي، وعادة ما أثبتت الأدلة صحة تشككهم”.
وأشارت “الغارديان” :” بعد تقرير لجنة11/ 9، التي حققت في ظروف هجمات عام 2001، التي نفذها ناشطون من تنظيم القاعدة، وفيما إن كانت هناك طريقة لمنعها، بدراسة تحقيق لجنة وارين، وتوصل إلى نتيجة محزنة، وهي أن الرئيس لم يكن ليقتل لو تحركت “سي آي إيه” و”أف بي آي”، بناء عن المعلومات التي توفرت في ملفاتها في تشرين الثاني/ نوفمبر 1963 عن أوزوالد، الذي كان يملك شخصية واهمة وعنيفا، لكنه لم يكن “ذئبا متوحدا”، كما صورته الرواية الحكومية عن الاغتيالبعد تقرير لجنة11/ 9، التي حققت في ظروف هجمات عام 2001، التي نفذها ناشطون من تنظيم القاعدة، وفيما إن كانت هناك طريقة لمنعها، بدراسة تحقيق لجنة وارين، وتوصل إلى نتيجة محزنة، وهي أن الرئيس لم يكن ليقتل لو تحركت “سي آي إيه” و”أف بي آي”، بناء عن المعلومات التي توفرت في ملفاتها في نوفمبر 1963 عن أوزوالد، الذي كان يملك شخصية واهمة وعنيفا، لكنه لم يكن “ذئبا متوحدا”، كما صورته الرواية الحكومية عن الاغتيال”، لافتة :” هذه هي الصورة التي حاولت الحكومة تقديمها بعد القتل؛ لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإقناع الرأي العام بأنه لم تكن هناك إمكانية لمنعه من ارتكاب جريمته، و(سي آي إيه) و(أف بي آي) وضعتا أوزوالد تحت مراقبة متشددة، وكان يتحدث مع أشخاص كانوا يحبذون ء في عز الحرب الباردةء رؤية كيندي ميتا، وكان لدى الوكالتين السبب القوي للاعتقاد أن أوزوالد، الذي قدم نفسه على أنه ماركسي وتدرب على البندقية في المارينز، سيكون خطرا عندما مر موكب كيندي من دالاس في 22 نوفمبر 1963، وفيما يعتقد أنه مصادفة، فإن أوزوالد بدأ في العمل في وظيفته عاملا في مخزن للكتب اسمه (مستودع تكساس للكتب المدرسية)، الذي يطل على ساحة ديلي بلازا”.
ونقلت الصحفية تصريحا مثيرا لكليرنس كيلي، مدير الإف بي اي السابق والذي ” اعترف مترددا بعد تقاعده بأن المعلومات التي جمعتها “سي آي إيه” و”أف بي آي” كان يجب أن تضع اسم أوزوالد باللون الأحمر؛ بصفته تهديدا لكيندي، وكتب في مذكراته عام 1987 قائلا إن “أف بي آي” لو تحركت بناء على ما توفر لديها من معلومات، “دون شك لم يكن كيندي ليموت في دالاس، وربما اتخذ التاريخ منعطفا آخر”، لافتا إلى أنه بدلا من ذلك، فإن المسؤولين الذين أصيبوا بالذعر حاولوا بطريقة يائسة تغطية الأدلة التي تظهر معرفتهم بتحركات أوزوالد؛ خشية اكتشاف دورهم في التعامل السيئ مع المعلومات لتحميلهم المسؤولية عن مقتل الرئيس”.