قرر مجلس الدولة الفرنسية، أعلى سلطة في البلاد، تعليق القرار الصادر من بعض البلديات الفرنسية بمنع زي البحر الإسلامي المعروف بـ ” البوركيني ” بشكل جزئي، و ذلك بعد الدفوعات التي تقدمت بها رابطة حقوق الإنسان ولجنة مناهضة الإسلاموفوبيا بفرنسا بعد أن كان القرار الصادر يوم 22 غشت الماضي من قبل المحكمة الإدارية.
فبعد أن أصبح البوركيني ممنوعا بشكل كامل من دخول الشواطئ الفرنسية، استطاع مجلس الدولة الفرنسية من إلغاء حكم المحكمة الإدارية بنيس الناتج عن قرار كانت قد أصدرته بدلية ” فيل نود لوبست “، ليصبح للسيدات المسلمات الحق في لباس البوركيني والسباحة به دون تدخل للشرطة حيث قال المجلس ” أن قرار المنع مس بشكل خطير وغير قانوني الحريات الأساسية المتجلية في حرية التنقل وحرية الضمير والحرية الشخصية “.
وقالت صحيفة لوموند الفرنسية أن قرار المنع والذي اتخذته 30 بلدية أخرى بفرنسا لازال ساري المفعول بما أنه لم يتم الطعن فيه لدى المحكمة، خصوصا بعد الدعم الرسمي من طرف رئاسة الوزراء الفرنسية والتي كانت قالت على لسان الوزير الأول مانويل فالس أن البوركيني يتعارض مع الهوية الحداثية والعلمانية لفرنسا حيث أنه يعطي المجال للمتطرفين بنشر فكرهم، داعيا المسلمين إلى مواجهة من يريدون تشويه صورة الإسلام ” الحقيقية “.
وجاء هذا القرار بعد حملة شرسة تعرضت لها الشرطة الفرنسية بعد أن قامت بإجبار سيدة مسلمة على خلع ملابسها حتى تبقى في البحر وهي الصورة التي تناقلتها جميع وسائل الإعلام العالمية، وساهمت في احتقان بين الفرنسيين أنفسهم بين فريق يرى أن هذا الأمر حق للدولة العلمانية وفريق يرى أن هذا التصرف يشعره بالخجل من كونه فرنسيا.
وفي موضوع ذي صلة نشرت صحيفة ” الغارديان ” البريطانية مقالا تحدثت من خلاله مع مصممة البوركيني وهي الأسترالية من أصل لبناني أهيدا زانيتي والتي قالت أن الهدف من تصميم البوركيني كان منح المرأة المزيد من الحرية لا انتزاعها منهن.
زانيتي قالت أن إبنة أختها أرادت في وقت سابق أن تلعب كرة السلة، لكنها واجهت العديد من العراقيل بسب ارتدائها الحجاب، لكنها وبعد الدعم الكبير من أسرتها تمكنت من اللعب، إنا أن ارتداءها سروالا طويلا وحجابا جعلها تشعر بالحر وجعل وجهها يحمر.
هذا الأمر استفزها من أجل أن تصنع شيئا جديدا للفتيات المحجبات الآتي يرغبن في ممارسة الرياضة خصوصا أنها لم تجد أي شيء على الانترنت وجدته مناسبا وهو ما كان سببا في تصميمها للبوركيني.
وقالت مصممه الزي الذي أثار الكثير من الجدل، أن اسم البوركيني لا علاقة له بالبرقع لكن الفكرة كانت في مزج الثقافة الاسترالية مع الثقافة الإسلامية معبرة عن أسفها وحزنها الجديد لما تبع هذا التصميم من عنصرية وإسلاموفوبيا، ليتحول البوركيني من رمز للسعادة إلى رمز للكراهية.