اعتبر دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي أن الاتفاق النووي الذي عقد في عهد سلفه باراك أوباما مع إيران يعتبر الأسوء في تاريخ أمريكي، معلنا عن استراتيجية جديدة تجاه ايران.
وقال ترامب في الخطاب الذي أصدره اليوم السبت، إن واجبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية هو حماية مصالح الشعب الأمريكي، وهو ما جعل إدارته تراجع السياسة الخارجية تجاه إيران وبشكل كامل.
وشدد الرئيس الأمريكي :” تخضع إيران لسيطرة نظام مجنون وصل إلى السلطة عام 1979، وأجبر الشعب الفخور بنفسه للخنوع إلى تطرفه، ونهب هذا النظام المتشدد ثروة واحدة من الدول العريقة والحية في العالم، وقام بنشر الموت والدمار والفوضى حول العالم، وبدء من عام 1979، قام عملاء النظام الإيراني بسيطرة غير قانونية على السفارة الأمريكية في طهران، واحتجاز أكثر من 60 رهينة أمريكية مدة 444 يوما من الأزمة، وقامت الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران بتفجير السفارة الأمريكية في لبنان عام 1983 ومرة أخرى عام 1984، وتبع ذلك تفجير آخر قتل 241 أمريكيا، جنودا كانوا في ثكنتهم في بيروت عام 1983، وفي عام 1996 وجه النظام هجوما آخر ضد الجيش الأمريكي في السعودية، وقتل 19 أمريكيا بدم بارد”، مضيفا :” ويتواصل العدوان الإيراني حتى اليوم، ويظل النظام الدولة القائدة في رعاية الإرهاب في العالم، ويقدم الدعم لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وحزب الله وحركة حماس وغيرها من شبكات الإرهاب، وطور صواريخ تهدد القوات الأمريكية وحلفاءنا ونشرها، ويتحرش بالسفن الأمريكية، ويهدد حرية الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر، ويسجن أمريكيين بناء على اتهامات كاذبة، وشن هجمات إلكترونية ضد منشآتنا الحيوية، والنظام المالي والعسكري”.
واعتبر ترامب أن امريكا ليست هي الوحيدة المهددة من طرف ما أسماها “الديكتاتورية” الإيرانية معللا :” يقمع النظام مواطنيه بعنف، وأطلق النار على المتظاهرين العزل في الشوارع أثناء الثورة الخضراء، وأشعل النظام العنف الطائفي في العراق، والحرب الأهلية الشرسة في اليمن وسوريا، وفي سوريا، دعم النظام الإيراني جرائم نظام بشار الأسد، ووافق على استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين المساكين، بمن فيهم الكثير من الأطفال”، مواصلا :” وبناء على سجل النظام الإجرامي في الماضي والحاضر، فإن علينا ألا نتعامل بسهولة مع رؤيته الشريرة للمستقبل، فشعارا النظام المفضلان هما “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل، واعترافا بخطورة الوضع، حاولت الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، وعبر السنوات الماضية، وقف محاولات إيران الحصول على السلاح النووي، من خلال سلسلة متنوعة من العقوبات الاقتصادية”.
وحول الاتفاق الذي قام به أوباما مع إيران، قال الرئيس الأمريكي الحالي :”الإدارة السابقة رفعت هذه العقوبات، وقبل أن يحدث انهيار كامل للنظام الإيراني، وخلال الاتفاقية المثيرة للقلق عام 2015 مع إيران، وتعرف باسم خطة العمل المشترك الشاملة، وقلت أكثر من مرة أن الاتفاقية الإيرتنية هي أسوأ وأكثر العقود من جانب واحد، التي وقعتها الولايات المتحدة في تاريخها، والعقلية ذاتها التي أدت إلى هذه الاتفاقية مسؤولة، ولسنوات، عن اتفاقيات تجارة ضحت بملايين فرص العمل في بلادها لتنفع دولا أخرى، ونريد مفاوضين يمثلون بقوة المصالح الأمريكية،وقدم الاتفاق النووي للديكتاتورية الإيرانية شريان حياة سياسيا واقتصاديا، ومنحها مساعدة كانت بحاجة ماسة إليها لمواجهة الضغوط المحلية التي خلقتها العقوبات”، مواصلا :” وقدمت للنظام أيضا دفعة مالية مباشرة و100 مليار دولار تستطيع حكوماتها استخدامها لتمويل الإرهاب، وحصل النظام على تسويات مالية هائلة 1.7 مليار دولار من الولايات المتحدة، وحمل الجزء الأكبر منه على طائرات إلى إيران، فقط تخيل منظر أكوام المال التي أفرغها الإيرانيون الذين كانوا ينتظرون في المطار، وأتساءل أين ذهبت الأموال؟”.
واختتم بالقول :” وأسوأ من هذا كله، فإن الافاق سمح لإيران بتطوير عناصر من برنامجها النووي، والأهم وبعد سنوات من اختفاء القيود فإن إيران ستسارع نحو بناء أسلحة نووية، وبعبارات أخرى حصلنا على تفتيش ضعيف مقابل ما يمكن النظر إليه عرقلة قصيرة الأمد لمسيرة إيران نحو الأسلحة النووية، ما هو الهدف من ذلك الاتفاق، الذي لا يعمل، في أفضل الأحوال، على تأخير قدرات إيران النووية لفترة قصيرة؟ وهذا، بالنسبة لي، كوني رئيسا للولايات المتحدة، غير مقبول، وفي دول أخرى يفكرون بشروط 100 سنة وليس فقط سنوات”.