تطرقت صحيفة “ايكونوميست” البريطانية للنقاط المهمة التي قد يكسبها المتشددون في إيران في الغاء الاتفاقية النووية مع “بلاد ولاية الفقيه”.
وقال التقرير :” القوات الأمريكية عملت لمدة ثلاث سنوات بالترادف مع الحرس الثوري الإيراني لهزيمة تنظيم الدولة في العراق، وكان تحالفا غير محتمل، ولا يتخيله أحد، خاصة أن الحرس نفسه قام قبل عقد من الزمان بالتخطيط لعمليات قتل فيها الجنود الأمريكيون في العراق”، مستدركا :” رغم استمرار التظاهرات في طهران، التي تهتف بـ(الموت لأمريكا)، إلا أن الطائرات الأمريكية التي ضربت تنظيم الدولة من السماء سمحت للحرس الثوري بالتقدم على الأرض، إلا أن هذا الأمر سيتغير”.
وأشارت الصحيفة :” تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، وعدم التمديد للاتفاقية النووية التي وقعت عام 2015، حيث كان الاتفاق قد رفع عددا من العقوبات التي فرضت على إيران مقابل وقفها برنامج التخصيب”، لافتة :” تحذيرات ترامب، الذي وعد بعاصفة، جاءت وسط تهديدات من الحرس الثوري بالانتقام، حيث وعد قادته بقتل الجنود الأمريكيين”.
وواصلت “إيكونوميست”: هذه صورة عن المرحلة الأولى من حكم جورج دبليو بوش، التي اتسمت بالتوتر بين البلدين، فبعد أن صنف بوش إيران دولة ضمن (محور الشر)، شجع الحرس الثوري الجماعات المرتبطة به في العراق على استهداف الجنود الأمريكيين، وقال رجل أعمال إيراني يتعامل مع أمريكا: (لا فكرة لدى ترامب عن تعقيدات المنطقة)”، منوهة :” رفض ترامب تمديد أو المصادقة على الاتفاقية النووية لن يدمرها، فأمام الكونغرس مدة 60 يوما لتقرير فيما إن كان سيعيد فرض العقوبات من جديد على إيران، وقد لا يجد المشرعون، حتى من عارضوها، شهية للعودة من جديد لنظام العقوبات، ومع ذلك فإن عدم المصادقة عليها سيبعث برسالة للمتشددين الإيرانيين ويقويهم”.
وحسب التقرير نفسه :” الرئيس حسن روحاني انتقد في حملته الانتخابية الأخيرة الحرس الثوري، واتهمهم بحرمان إيران من المنافع الاقتصادية للاتفاقية النووية، ورد الحرس عليه بأنه وثق بأمريكا، وكان من الأولى عدم الثقة بها أبدا، و”يبدو أن نبوءة قادته قد تحققت الآن””، مذكرة :” العملة الإيرانية انخفضت لأدنى مستوياتها أمام الدولار، فيما تتراجع ثقة المستثمرين ورجال الأعمال، وقال أحد المتعاطفين مع الحرس الثوري إن “ترامب جعل روحاني يبدو مثل المهرج”، مضيفا أن المتشددين يقومون بالتعبئة وسيشلون حكومته”.
وعللت الصحيفة هذا الأمر بالقول :” قد يناقش البعض أن الموقعين الأوروبيين على الاتفاق قد يحافظون على الاتفاقية، وهناك ما يكفي في الاتفاق لدفع إيران للحفاظ على التزاماتها فيه، فتضاعف إنتاج البلاد من النفط، حيث وصل إلى 2.2 مليون برميل في اليوم، وتضاعفت التجارة مع أوروبا في عام 2016، وتضاعفت في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي”، مبينة :” هناك الكثير من الرهانات التي تدفع الأوروبيين للبقاء في الاتفاقية، حيث وقعت شركتا “توتال” و”إيرباص” اتفاقيات مع إيران منذ رفع العقوبات، وعادت شركتا “رينو” و”فولكسفاغن” إلى السوق الإيرانية، وأعلنت الشركة البريطانية “قوريكوس” عن توقيع عقد بقيمة 500 مليون يورو لبناء محطة توليد للطاقة الشمسية في إيران”، لتختم قائلة :” رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ناشدت ترامب بألا يلغي الاتفاقية، لكنه اعتبرها الأسوأ في التاريخ، قائلة إنه “ربما اتخذ قراره”.