استفز منظر رجال الشرطة الفرنسيين المسلحين الذين طلبوا من مواطنة مسلمة خلع البوركيني الذي يغطى الجسم الرأس بالقوة حتى يتسنى لها البقاء في البحر الكثير من التساؤلات حول تطور الأمور داخل ” بلاد الأنوار ” خوفا من انفجار مجتمعي بسبب ” الإسلاموفوبيا “.
صحيفة الغارديان البريطانية قالت في تقرير لها نشرته اليوم الأربعاء أن السلطات الفرنسية قامت بتنفيذ القرار بمنع لباس البحر الإسلامي المعروف بـ ” البوركيني ” وذلك خوفا من أن يتسبب هذا اللباس في تكوين عقول إرهابية وحث هؤلاء النساء على التطرف.
وقالت الغارديان أن صاحبة الصورة كانت تستلقي وحيدة في على رمال الشاطئ الذي لا يبعد كثيرا عن المكان الذي عرف اعتداء نيس، حيث قامت فور وصول رجال الشرطة إلى خلع سترتها الزرقاء ذات الأكمام الطويلة، رغم قيام أحد الضباط بتدوين ملاحظات أو ربما غرامات مالية.
هذا وذكرت الصحيفة عدة حالات مشابهة، منها حالة إحدى الأمهات أول أمس الثلاثاء والتي تعرضت لغرامة على الشاطئ بسبب ارتداء الحجاب، حيث ينص إيصال الغرامة حسب وكالة الأنباء الفرنسية أن المعاقبة ” لم تكن ترتدي زيا يحترم الأخلاقيات الطيبة والعلمانية “.
حالة ثانية هي لفتاة اسمها صيام قالت أنها كانت جالسة الشاطئ مع عائلتها بالحجاب لكنها لم تكن تنوي السباحة قبل أن يتم منعها من الجلوس وطردها من الشاطئ، حيث قالت إحدى الشاهدات من الحضور أن أسوأ ما حصل هو عندما بدأ الجميع بالصياح بعبارة ” عودي لوطنك” ، كما كان البعض يشيدون بهذه التدخلات من الشرطة.
من جهة أخرى كان عمدة مدينة كورسيكا بحظر ارتداء رداء السباحة الإسلامي أيضا، وذلك بعد جو متوتر بالجزيرة والعديد من المصادمات العنيفة بين أهالي القرى و عائلات مسلمة.
هذا وأثارت العديد من المناوشات في الجزيرة قلاقل كثيرة بعد إصابة 4 أشخاص شهر غشت الجاري، ما جعل 200 مواطن كورسيكي يقصدون مجمعا سكنيا يسكنه مواطنين من شمال إفريقيا حاملين شعار ” هذا وطننا ” ما دفع شرطة مكافحة الشغب للتدخل فورا، حيث لازالت التحريات جارية من أجل معرفة سبب هذه المناوشات في حين لم يتم التأكيد حتى الآن على أن كان هناك شخصا يرتدي البوركيني في ذلك الوقت عند حدوث الصدام، رغم قيام العمدة بمنع البوركيني على اعتبار أن القرار ” حماية للسكان “.
هذا وفي عودة إلى نيس، قامت المحكمة يوم الاثنين الماضي بقضاء حكم حول حتمية وملائمة الحظر المفروض للظروف الحالية من أجل منع أي حظر في أعقاب الاعتداء ات الأخيرة على فرنسا والتي راح ضحيتها 83 شخصا.
واعتبر الحكم القضائي أن رداء البحر الإسلامي مسئول عن إهانة المعتقدات الدينية وغيرها من المعتقدات لدى رواد الشواطئ وكان يمثل تحديا واستفزازا يزيد من حدة التوتر الذي يواجهة المجتمع.