قامت صحيفة “التايمز” البريطانية بنشر تقرير مهم حول مسح أهم شخصيتي في حركة الاستقلال الهندي عن الاستعمار البريطاني، من المقررات الهندية.
وقالت الصحيفة :” في الوقت الذي احتفلت فيه الهند بمرور سبعين عاما على استقلالها، بدا كل من المهاتما غاندي وجواهر لال نهرو غائبين عن الاحتفالات، لافتا إلى أن نهرو، الذي كان أول رئيس للوزراء بعد الاستقلال، اسمه محذوف من المواد الاحتفالية في عدد كبير من مناطق البلاد”، مضيفة :” الأمر لم يكن مصادفة، ففي المناطق التي يسيطر عليها الحزب الحاكم “بهارتيا جاناتا”، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي نارندرا مودي، تم تشويه سمعة نهرو، ولسنوات طويلة، حيث تعرضت سيرته لتلطيخ واضح ومقصود، مثل الزعم بأنه ولد في بيت للدعارة، وأنه جعل راهبة تحمل منه، وأنه مات بسبب مرض السفلس، والأهم من هذا كله الزعم بأنه كان مسلما في الخفاء”.
وحول الأسباب التي جعلت وزارة التعليم في الهند تقوم بهذه الخطوة، قالت “التايمز” :نهرو كان ساخطا على القومية الهندوسية، فقام متطرف هندوسي بقتل المهاتما غاندي، وأدى إلى تقسيم الهند، وولادة حزب بهارتيا جاناتا القومي، مشيرة إلى أن إيمان نهرو بمستقبل الهند دولة علمانية قاد إلى محو اسمه من كتب التاريخ المدرسية في بعض المدارس”، لافتا :” بعض الولايات التي تتولى فيها حكوماتها المحلية اختيار المقرر الدراسي وتعليمه وجدت أن الكذب هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز مشكلة التناقض بين الحقيقة التاريخية والمعتقدات الشخصية، والتحيزات التي تحملها الأحزاب الحاكمة”.
وعلق صاحب المقال :” مدارس ولاية ماديا براديش، يتعلم التلاميذ أن حرب عام 1962 مع الصين كانت انتصارا حاسما ضد العدو الآسيوي العملاق، رغم أن الحرب انتهت بهزيمة مدوية للجيش الهندي، الذي خسر أربعة آلاف جندي في جبال الهملايا”، لتختتم الصحيفة بالقول :” هذه الحملة طالت المهاتما غاندي، الذي عامله البعض على أنه قديس، ففي الكتب المدرسية الجديدة في ولاية راجاستان تم محو أي ذكر لعملية قتل “أب الأمة الهندية” على يد عنصر من المليشيا الهندوسية المتطرفة “راشتريا سوامسيفاك سانغ”، التي خرج منها الحزب الحاكم الحالي”.
وفي الهند دائما، قالت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية إن الشرطة الهندية أمرت مسلما بالاحتفال بذكرى استقلال الهند لاثباث وطنيته.
وقالت الصحيفة :” جيران ديلنواز علام في منطقة شيوهار، في شمال شرق الهند، اتهموه بالخيانة، وبأنه قام بنشر مواد مؤيدة لباكستان على صفحته في “فيسبوك”، بما في ذلك صور لرئيس الوزراء السابق نواز شريف”، ناقلة عن مسئول هندي قوله :”من أجل إظهار توبته فإنه وافق على المشاركة في يوم الاستقلال، وإظهار الحماس المناسب المسلم سيقوم برفع العلم الوطني وتحيته وهو يرفرف، وسيشارك الآخرين في ترديد النشيد الوطني”.
وأفاد التقرير :” علام، وهو أحد أبناء الأقلية المسلمة، التي يزيد تعدادها على مليوني نسمة، قام بغسل الممرات المؤدية إلى محطة الشرطة وتنظيفها من الأوساخ، مشيرا إلى أن مفتش المنطقة العام قال إن علام وافق على القيام طوعا “بتحسين سلوكه وأفكاره”، بدلا من مواجهة العقوبة الأشد”.