بعد بدأ تراجع شعبيته حسب ما أفادت عدة تقارير أمريكية حول تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بجميع استطلاعات الرأي المقامة من أجل معرفة لمن سيصوت الأمريكيون خلال الانتخابات الرئاسية القادم، بدأ المرشح المثير للجدل دونالند ترامت بالتسويق نفسه بشكل جديد وذلك عن طريق طلبه من القساوسة ورجال الدين المسيحيين للتصويت له أملا في الوصول إلى البيت الأبيض.
وبدأ مسلسل تراجع ترامب بعد إدلائه بعدد من التصاريح المثيرة للجدل والمتهمة لمنافسته هيلاتي كلينتون كان آخرها اتهامها ورفيقها في الحزب باراك أوباما الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية بالقيام بصنع داعش ومولا نشاطاته في كل من سوريا والعراق.
المرشح الجمهوري تراجع بعد ذلك عن هذه الاتهامات في ظهور له أمام القساوسة نهاية الأسبوع الحالي قائلا لهم : ” غالبا ما أمازح بالقول إنه حتى و إن كنتم مرضى، ولو كان التشخيص لحالتكم هو أسوأ تشخيص يمكن أن يقوله أي طبيب، مع مرضكم المزمن وعدم قدرتكم على التحرك من فراشكم فإنني أدعوكم أن تنهضوا يوم الثامن من نونبر القادم للذهاب والإدلاء بأصواتكم “، كما قام بالطلب من الحضور 9 مرات بالتصويت له وتعميم هذه الدعوة على جميع رعايا الكنائس التي يتزعمونها.
المرشح الأمريكي الذي بنى برنامجه أساسا على معاداة المهاجرين وعلى رأسهم العرب والمسلمين، أصبح يتحدث بكل وضوح عن شكوكه حول النتائج التي قد تسفر عنها الانتخابات الرئاسية، كما أن فريقه الإعلامي والدعائي لم يجد حتى الساعة الكيفية الكفية بتعديل حملته الانتخابية بعد أن استطاع تحقيق النصر في الانتخابات التمهيدية، لتصبح الحملة موجهة لعدد أكبر من الناس وطنيا بحسب تقرير قامت به الوكالة الفرنسية للأخبار ( أ.ف.ب )
الملياردير الأمريكي لم ينتبه في وقت حساس لنصائح الخبراء الذين دعوه إلى تغيير إستراتيجيته الإعلامية عن طريق تبني سلوك جديد يليق بشخص يطمح أن يكون رئيسا جديدا لأكبر دولة في العالم، بدل شتم خصومه صباح مساء، وذلك عن طريق السهر على كاتبة خطاباته والابتعاد عن الارتجال مع الالتزام الكبير بكل الخطوات المسطرة، لكن نجاح ترامب غير المتوقع بإستراتيجيته القديمة في انتزاع بطاقة مرشح الحزب الجمهوري جعلته يثق بشكل أكبر في توجهاته الدعائية.
الحصيلة لهذا الأمر كانت أخطاء كارثية في مواضيع حساسة كروسيا والأسلحة وتنظيم داعش وكذلك الهجوم الأخير على والدي جندي أمريكي مسلم قتل في معركة في العراق، وهو ما جعل ترامت يخسر نقاطا عديدة في مواجهاته مع كلينتون الأكثر اتزانا والتي تبني خطابها على أنقاض منافسها.
وقالت تقارير صحفية أن ترامب لا يعتمد على شيء سوى حدسه في الرد على العديد من المواضيع المهمة، كما أنه يقوم بمهرجانات خطابية انتخابية في مناطق يعلم يقينا أنها مضمونة للحزب الديمقراطي.
هذا ويستند ترامت إلى 4 ركائز في خطابه الانتخابي وهي بناء جدار عازل مع المكسيك شبيه بجدار الاحتلال الإسرائيلي بأرض فلسطين، الحد من الهجرة، القضاء على داعش ثم إعادة الوظائف الصناعة إلى البلاد.