تذكرت صحيفة “إلباييس” الاسبانية الوضع الصعب الذي تعيشه إفريقيا الوسطى من خلاله نهج الميليشيات المسيحية لتطهير ديني ضد المسلمين.
وقالت الصحيفة :” الصراع بين الطرفين قد أدى إلى نزوح الآلاف من الأسر إلى مخيم “تيمانغولو” للاجئين، الواقع في الإقليم الشرقي للكاميرون. وقد كان أدامو إبراهيم من بين الضحايا، حيث شهد تبادل إطلاق النار الذي جد مؤخرا في أحد المساجد بين الطرفين المسلم والمسيحي، ما أدى إلى إصابته على مستوى الفخذ”، مضيفة :”ونظرا لتردي الأوضاع الأمنية، اضطر إبراهيم إلى الفرار من منطقة يالوكي، الواقعة غرب جمهورية أفريقيا الوسطى رفقة زوجته وابنيه دون حتى أن يقدر على معالجة جرحه، إلى مخيم اللاّجئين في الكاميرون”.
وواصلت الصحيفة الاسبانية: ” حالة إبراهيم ليست الأولى من نوعها، إذ لاذ حوالي 160 ألف شخص من سكان أفريقيا الوسطى بالفرار إلى مناطق مجاورة، هربا من أعمال العنف المروعة. وقد كان أغلب المتضررين من رعاة الغنم الرحل أي مسلمين البورورو، وهي عبارة عن مجموعة عرقية من شعب الفولاني”، مشددة :” النزوح القسري لسكان هذه المنطقة كان نتيجة لتأجيج نار الصراعات بين الجماعات المتمردة ذات الأغلبية المسلمة “سيليكا”، ضد الميليشيات المسيحية “أنتي بالاكا”. وقد أدى الصراع على السلطة في المنطقة إلى نشوب حرب أهلية ذات صبغة دينية، تحولت شيئا فشيئا إلى مذابح ضد المدنيين وأدت إلى فرار آلاف الأسر”.
وأكدت إلباييس :” بعد فترة وجيزة من الهدوء الخادع، عادت الاشتباكات من جديد وبشكل خطير، حيث زادت وتيرة العنف ليضاعف معها عدد القتلى والنازحين. لكن يبدو أن البعثة العسكرية لقوات حفظ السلام تمكنّت بالكاد من السيطرة على الوضع، وهو ما أدى إلى وفاة خمسة عناصر من قوات حفظ السلام في هجوم جد في شهر مايو الفارط”، مستطردة :”وفقا لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن نسبة اللاجئين في الكاميرون قد وصلت إلى 275 ألف من بين 481 ألف نازح في الدول المجاورة منذ سنة 2004. في المقابل، يسعى هؤلاء النازحون إلى التغلب يوما بعد يوم على الأخطار المحدقة بهم والتأقلم مع هشاشة الوضع أمام استحالة عودتهم إلى البلاد، المنفى القسري احتفظ بحوالي 30 بالمائة من النازحين في سبعة مخيمات للاجئين في الجزء الشرقي وشمال وسط الكاميرون، بينما استقر أغلبهم في بقية مدن المنطقة. ورغم صعوبة العيش اضطرت المنظمات الإنسانية الدولية، بعد ثلاث سنوات من الصراع، إلى الحد من المساعدات المقدمة لهذه الفئة بما في ذلك المواد الغذائية”.
ونقلت الصحيفة الإسباية قصة أحد الشبان المسلمين الذي يدعى عثمان، حيث قالت :”عثمان، البالغ من العمر 25 سنة والذي تعكس نظرته الحادة والجدية الواقع المرير الذي يعيشه، فالمقدار الذي توفره وكالة الأمم المتحدة عبر المحمول لا يكفي لتغطية حاجيات إخوته الأربعة، ما جعله يبحث عن حل بديل لاستكمال حصص الغذاء”، مبينة :” زيادة الحاجات الغذائية، جنبا إلى جنب مع توفر المزيد من فرص العمل، هي كل ما يطلبه اللاجئون الذين لاحظوا انخفاض هذه المساعدات التي لطالما نبّهت إلى شحها وكالات المساعدة الإنسانية والاتحاد الأوروبي”.
وتطرق التقرير لدور بعض الجهات الداخلية حيث أشارت :” الاتحاد الأوروبي قد خصص أكثر من 500 مليون يورو منذ سنة 2013 لصالح جمهورية أفريقيا الوسطى والبلدان المضيفة للاجئين. إلى جانب ذلك، في السنة الماضية، تم عقد مؤتمر للمانحين في سبيل مساعدة اللاجئين ووضع حد لهذه الأزمة المتفاقمة، خوفا من أن تتحول إلى أزمة منسية”، ناقلة عن دلفين بويز، المسؤول عن المساعدات الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية قوله :”اللاجئين في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية، إلى جانب وضع استراتيجيات فعالة تمكّن من تحقيق استقلاليتهم وتحول دون نشوب التوترات مع السكان المحليين”.