قال ليونيد بيشردسكين، المعلق الروسي في مقال على موقع “بلومبيرغ” إن محاولة روسيا استفادة من مكاسب مقاطعة قطر من طرف السعودية والإمارات هي محاولة سيئة وليس لها أية مكاسب كبيرة.
وقال الكاتب الروسي :” ما تم تداوله بأن قراصنة من روسيا هم المسؤولون عن إختراق وكالة الأنباء الرسمية القطرية الشهر الماضي، ويقول: “يتهم القراصنة الروس الآن بأنهم من أشعلوا النار الدبلوماسية بين السعودية وقطر، ومع أن الحقائق تظل في الظل، فإنه من الصعب فهم إن كان من مصلحة روسيا إضعاف قطر”، مشيرا :”ليس من الصعب اكتشاف الكثير من الثقوب في القصة، فلا يعرف تحديدا الدور الذي أدته هذه القصة في قطع العلاقات الدبلوماسية، فعلى المستوى الرسمي اتهمت السعودية قطر بدعم الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، وأيضا جماعة الإخوان المسلمين، التي لا تعد جماعة إرهابية، كما اتهمت السعودية قطر بدعم الجماعات الممولة من إيران في السعودية والحوثيين في اليمن”.
وتابع ذات المتحدث :”هذه القضايا، سواء كانت حقيقية أم متخيلة، هي موجودة منذ مدة، ولن تنفجر بسبب خبر مزيف، ففي 29 أيار/ مايو اتهمت صحف سعودية أمير قطر بالنفاق، لكن لتصريحات أخرى حقيقية، في إشارة لمكالمة الأمير مع حسن روحاني بعد انتخابه لولاية ثانية، حيث تحدث فيها عن علاقة قطر مع الجمهورية الإسلامية الطويلة، ودعا لتقويتها أكثر، وأشار تقرير (فايننشال تايمز) إلى أن قرار المقاطعة ناجم عن الفدية الكبيرة التي دفعتها قطر للإفراج عن الرهائن القطريين، الذين احتجزتهم جماعة شيعية موالية لإيران في جنوب العراق”، مؤكدا :”حتى لو أدت القصة المزيفة دورا في عزل قطر، فإن السؤال هو لماذا تريد روسيا التأثير على البلد وإضعافه؟ فروسيا مثل السعودية، مهتمة جدا برفع أسعار النفط، ولهذا السبب اتفق البلدان على تخفيض إنتاج النفط، إلا أن أزمة قطر أدت إلى رفع سعره فوق 50 دولارا للبرميل الواحد، وكما بدا واضحا أن إنتاج النفط لن يتأثر، وانخفض مرة أخرى”.
وواصل الموقع :”روسيا مهتمة، بصفتها دولة مؤثرة في الشرق الأوسط، بدق إسفين بين الولايات المتحدة والدول العربية، ففي السنوات الأخيرة أقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علاقة دافئة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لدرجة قامت فيها مصر بالتصويت لصالح روسيا في مجلس الأمن، ما سمح باستمرار القصف على شرق حلب، وهو قرار ادى إلى توتر في العلاقة مع السعودية”، مستدركا :”السعوديين وجدوا في بوتين شريكا مستعدا، فلم تساعد روسيا أبدا في منظمة الدول المنتجة والمصدرة للبترول (أوبك) في سوق النفط، لكن روسيا هي جزء من اتفاق غير مسبوق لتخفيض إنتاج النفط، وزار ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان روسيا في 30 مايو”.
واعتبر بيشردسكين أنه :”لا مصلحة للكرملين بتقويض استقرار قطر، مع أن من مصلحة الولايات المتحدة زرع بذور عدم الثقة بين روسيا وقطر، فالأخيرة حليف مهم للولايات المتحدة، وتستقبل القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر في المنطقة، ودخول الروس إليها لا تحبذه المؤسسة العسكرية والسياسة الخارجية”، خالصا إلى أن :” القراصنة الروس يظهرون من داخل هذه المؤسسة، حيث منع الخوف من روسيا أي تقارب بين إدارة ترامب وبوتين، ومن المشكوك فيه أن تنجح مع قطر، فالدولة الخليجية الصغيرة تحاول أن تكون صديقة مع الجميع، العرب وإيران وروسيا والولايات المتحدة، وفي الأزمة الحالية فإنه من الصعب مواصلة هذه السياسة، لكن في ظل وجود رئيس متقلب في البيت الأبيض، فإن الامير ليس مهتما بجعل بوتين عدوا له”.