رغم احتياطاتها الكبيرة للبترول إلا أن فنزويلا تختلف عن دول الخليج العربي من حيث ارتفاع تكلفة الإنتاج إذ تصل نحو 8-9 دولارات للبرميل بينما لا تتجاوز دولارات قليلة في الخليج العربي. ومن هنا كان سعى فنزويلا الدائم لمساندة أسعار البترول بحيث لا تنخفض إلى مستويات تهدد صافى عائداتها بعد خصم التكاليف، أخذا في الاعتبار أن مديونيتها الخارجية تبلغ نحو 35 مليار دولار يلزم لخدمتها نحو 5 مليارات دولار سنويا، بينما تعانى موازنة الحكومة من عجز يصل إلى نحو 6 مليارات دولار سنويا. ومن هنا نستنتج أن هبوط أسعار النفط يزيد في تفجير الاحتقان الاجتماعي.
فقد قطع مؤيدو المعارضة في فنزويلا الطرق وتناوبوا على حراسة الحواجز في عدة مناطق بأنحاء البلاد في محاولة لتكثيف الضغط على الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو للتنحي من منصبه. ويخرج متظاهرون إلى الشوارع يوميا منذ أوائل أبريل للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وبالكرامة وتقسيم عادل لثروات البلاد وبالحرية لنشطاء معتقلين وبمساعدات إنسانية أجنبية لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية وباستقلال البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة.
ويتهم الرئيس الفنزويلي مادورو المتظاهرين بالخيانة وأنهم أيادي خارجية تسعى لإنقلاب على السلطة باستخدام العنف في حين حمل المتظاهرين وخاصة النساء الرسائل والورود وسلموها لجنود الجيش والشرطة في يوم الأم يوم الأحد كما انضم المئات إلى اعتصامات تُنظم طوال يوم أمس.