أبدى عدد من الخبراء الإسرائيليين تخوفات كبيرة من ردة فعل عنيفة من طرف تنظيم الدولة داعش بصحراء سيناء ذلك بعد أن استطاعت الجيش المصري تصفية القيادي بها أبو دعاء الأنصاري ما قد يجعل الوضع قد يزيد تأزمها في المنطقة.
وقال يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية إن تصفية الأنصاري لا تعني بالضرورة القضاء على داعش في المنطقة خصوصا أنها تتوفر على جنود مسلحين يتراوح عددهم ما بين 2000 و3000 فرد مستعدين لقتال الجيش المصري حتى آخر نفس، هذا بالإضافة إلى الدعم الشعبي الكبير الذى يحظى به الفصيل على اعتبار أن معظم مقاتليه ينحدرون من قبائل شمالي سيناء.
وأشار الخبير الإسرائيلي أن الفصيل حاول في وقت سابق القيام بعمليات داخل مصر وليس فقط في المجالات الخاضعة لسيطرته بالإضافة إلى قدرته على تجنيد عدد كبير من الشباب ” السيناوي ” الحامل للعداء للجيش المصري بسبب الإجراءات التي يتخذها ضدهم كقرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر أخرى ما جعل المنطقة تعيش أزمة على جميع المستويات.
وأضاف الخبير الإسرائيلي المطلع بشكل كبير على الملف كونه كان ضابطا سابقا بجهاز الاستخبارات العسكرية أن السيسي كان قد أرسل أحد كبار جنرالاته من أجل لقاء زعماء القبائل السيناوية، لكن اللقاء لم يأتي الثمار المطلوبة بعد أن اشتكى الشيوخ من ممارسات العساكر بمصر خصوصا خلال عمليات التفتيش حيث يتم اقتحام المنزل والتحرش بالنساء هذا مع عدم توفر أبسط ظروف العيش كالماء الصالح للشرب وقطع خطوط الهاتف والكهرباء.
وختم الخبير الإسرائيلي تحليله بالقول بأن الوقت وحد كفيل بالوصول إلى النتائج الحقيقية في حرب تنظيم الدولة مع الجيش المصري لأن تجارب الماضي أكدت قدرة التنظيم على التعافي بسرعة من الخسائر التي يتكبدها كما أنه ينتقم في كل مرة بشكل قاس جد بعد مقتل أحد قيادييه.
وفي سياق متصل اعتبر المستشرف الإسرائيلي آيال زيسر خلال مقال له بجريدة ” إسرائيل اليوم المقربة من بنيامين نتنياهو أن اغتيال الأنصاري بمساعدة إسرائيلية قد يعود بنتائج سيئة على إسرائيل نفسها إذا ما قرر التنظيم الانتقام مضيفا أن هدف الاغتيال لا يجب أن يكون تصفية حسابات ولا ردع جهات معادية ولكن يجب أن يكون هو إحباط تنفيذ المزيد من العمليات بصحراء سيناء.
جدير بالذكر أن دخول داعش إلى صحراء سيناء جاء بعد أن قامت جماعة أنصار بيت المقدس بمبايعة البغدادي لدعم الجماعة في حربها ضد الجيش المصري، حيث بدأت بعدها عمليات أخد ورد بين قيام داعش بتصفية عدد كبير من الجنود المصريين من مدة لأخرى وشن الجيش المصري لضربات على التنظيم بالتنسيق مع إسرائيل ما خلف مقتل وتهجير عدد كبير من المدنيين.