قالت صحيفة “جريدة تركيا” أن الشعب الجمهوري التركي يعيش حاليا أزمة ما بعد الاستفتاء في تركيا، حيث نقلت عن أحد ممثلي الحزب حديثه عن الوضع المتأزم الذي يشهده الشعب الجمهوري على المستوى الداخلي، خصوصا المطالب من أجل إقالة كمال كيليتشدار أوغلو من رئسة الحزب بعد نجاح الاستفتاء على التعديل الدستوري.
وقالت الصحيفة في تقريرها :” حزب الشعب الجمهوري يواجه أزمة حادة في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد فشل الحزب في تحقيق مبتغاه في الاستفتاء الدستوري الأخير. وقد تأزم وضع الحزب بعد تصريحات القيادي في الحزب، فكري صاغلار، الذي انتقد كيليتشدار أوغلو وسياسته الداخلية، إثر الإعلان عن نتائج الاستفتاء. وعلى إثر هذه التصريحات، تمت إحالة صاغلار إلى لجنة التحقيق داخل الحزب، ويواجه الطرد من الحزب”، مضيفة :” في خضم هذه التطورات، تفجر جدل واسع داخل الحزب حول تحسين الوضع السياسي لحزب الشعب الجمهوري داخل الدولة، والارتقاء بمكانته، وأن يضمن الحزب حرية التعبير لجميع أعضائه”.
ونقلت الصحيفة تشكيكات صاغلار في نتائج الاستفتاء حيث قالت :” أرجع صاغلار سبب فوز جبهة “نعم” لما قال إنه “تلاعب” الهيئة العليا للانتخابات بقوانين الاقتراع. وقال إن النسبة التي حصلت عليها المعارضة في الاستفتاء كانت نتيجة الجهد الكبير الذي بذلته القاعدة الشعبية للحزب، وليس قيادة الحزب السياسية”، مضيفة :” أشار صاغلار إلى التأثير الذي يمكن أن يلحقه الجدل الدائر في الحزب على الدعم الذي سيحصل عليه في الانتخابات المقبلة. وفي هذا الإطار، قال صاغلار إن كل حملة انتخابية مستقلة عن سابقتها، إذ يتم التحضير لها بشكل مختلف، فضلا عن العمل على تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في الحملات الانتخابية السابقة”.
وتابعت الصحيفة :” تطرق صاغلار في حديثه إلى التصريحات التي وجه فيها العديد من الانتقادات اللاذعة لزعيم الحزب. وقال إن الجدل الدائر داخل أوساط الحزب لا يرجع للتصريحات التي أدلى بها، وإنما للمكان؛ لأنه قد سبق وأدلى بها مسبقا في اجتماع نواب الحزب في البرلمان، ولم تكن هناك أي مشاكل. ولكنه عندما أدلى بتلك التصريحات للصحافة، اعترضت قيادة الحزب على ذلك بشدة وقررت إحالته على لجنة التحقيق الداخلية”، مفيدة :” اعتبر صاغلار أن قيادة الحزب قد ارتكبت خطأ فادحا باتخاذ ذلك القرار، لذلك وجب عليه تذكيرهم بحقوقه في حرية التعبير وفقا لما يضمنه نظام الحزب الداخلي، معللا أن هذا الجدل من شأنه أن يحدث تغييرا في سياسة الحزب”.
وتطرقت الجريدة للإتهامات الداخلية بين الأطراف حيث قالت :” يتهم كيليتشدار أوغلو لأنه ينتهج سياسة “الرجل الواحد” في قيادته للحزب، حيث لم يوافق أعضاء الحزب ومجلس قيادته على ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو باسم حزب الشعب الجمهوري، لخوض غمار الانتخابات الرئاسية الأخيرة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، وقال إن كيليتشدار أوغلو اتخذ القرار دون العودة إلى أعضاء الحزب. وعزا صاغلار خسارة إحسان أوغلو في تلك الانتخابات، إلى سوء تقدير زعيم الحزب، وهو ما ساهم في نجاح أردوغان في تحويل نظام الحكم في تركيا إلى نظام رئاسي”، مؤكدة :” صاغلار أنه ينوي مواجهة رئيس الحزب الحالي في انتخابات رئاسة الحزب في حال تمكن من تجاوز العقبات التي يضعها معارضوه في الحزب في طريقه، وقال إنه بصدد حشد أصوات الشعب لإعادة تركيا إلى النظام البرلماني مجددا، وذلك من خلال الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في سنة 2019″.