بعث فتح الله كولن رئيس جماعة الخدمة برسالة إلى علي جمعة المفتي السابق للديار المصرية بعد فشل محاولة اغتياله من طرف مجهولين على دراجة نارية عند دخوله إلى أحد مساجد القاهرة لصلاة الجمعة.
ونقلت صحيفة زمان التركية التابعة لمجموعة ” فيزا ” الذراع الإعلامي لجماعة فتح الله كولن أن الأخير بعث ” برسالة وفاء ومواساة إلى العلامة الشيخ علي جمعة مفتي ديار المصرية السابق معربا عن حزنه وأسفه لهذه المحاولات التي تستهدف ” علماء الأمة الإسلامية “.
وأضاف كولن في رسالته : ” لقد سبق أن أكدت مرارا أن العنف لا يمكن أن يكون حلا لأي إشكال، وأدنت جميع أنواع العنف والإرهاب بشدة وأعلنت عند كل عملية إرهابية تستهدف أمن أي مجتمع مسلم أو غير مسلم أن الإرهابي ليس مسلما والمسلم ليس إرهابيا ” مؤكدا أن كل عملية تستهدف العلامة علي جمعة سواء كانت مادية أو معنوية وأمثاله من أهل العلم والحكمة والرشد تستهدف الإسلام ذاته وتطعن الأمة الإسلامية في ظهرها.
كولن المتهم الرئيسي في الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا على حكومة الطيب رجب أردوغان ختم رسالته بالتعبير عن سعادته بنجاة جمعة من هذه المحاولة داعيا الله أن يحفظ ” فضيلته ” هو ومصر.
وفي سياق متصل وجه علي جمعة رسالة على قناة صدى البلد المصرية رفقة الإعلامي مصطفى البكري رسالة إلى من يهمهم الأمر عندما اعتبر أن فشل هذه المحاولة هي رسالة من الله على أن السيسي على الحق المبين.
وقال جمعة أن الاغتيال جاء بنية بث الحزن في صفوف الشعب المصري الذي يستعد لاحتفال بالذكرى الأولى لمشروع قناة السويس الثانية المثير للجدل، مضيفا أن الإرهابيين ( في إشارة إلى جماعة الاخوان المسلمين ) لن ينجحوا في إسقاط الدولة المصرية كونهم منحرفين عقديا ودينيا وفكريا لأنهم ضد سنن الله في الكون ما يجعل هزيمتهم قريبة جدا على يد نظام عبد الفتاح السيسي.
واعتبر جمعة أن تيار الاسلام السياسي هو تيار ممول من الدول الغربية التي تحيك المؤامرات ليل نهار ضد مصر وهو ما جعل الإرهاب يدخل حتى بيوت هذه الدول نظرا لدعمها الارهاب ورغبتها في إسقاط ” مصر الرائدة ” بطرف شتى منها صنع توجهات إسلامية جديدة داخل المختبرات الأمريكية، مضيفا أن لهذا الحدث زوايا إيجابية من بينها اكتشافه لحب الناس له والتفافهم حول النظام في مصر لمواجهة ” الإخوان المسلمين ” وهو ما جعله يطلب من الإمام أن يقوم هو نفسه بالخطبة من أجل التأكيد أن مقاومة ما أسماه ” الفكر المنحرف ” سيبقى قائما وأنه لازال يهدف إلى نشر الإسلام الصحيح.
جدير بالذكر أن مصر تعد من الدول المرشحة لاستقبال فتح الله كولن في حالة طلب اللجوء السياسي بعد أن أصبحت الحكومة التركية تضغط بشكل كبير على واشنطن من أجل تسليمها كولن وهو ما لم يتحقق حتى الساعة حيث لازال البيت الأبيض لم يحسم بعد في الأمر.