اعتبرت إيميلي ثورنبيري، والتي تعتبر وزيرة خارجية الظل في بريطانيا، أن التقارير الصحفية الأخيرة التي تحدث عن عمل موظف رسمي في السفارة الاسرائيلية على الإطاحة بوزير داخل الحكومة البريطانية والقيام بنزع المصداقية عنه هو وعدد من البرلمانيين الآخرين بسبب قناعاتهم وأفكارهم حول ما يدور في الشرق الأوسط، وتدخلات اسرائيل هو أمر مقلق للغاية.
وأضافت ذات المتحدثة :” التدخل غير اللائق في منظومتنا السياسية الديمقراطية من قبل دول أخرى أمر غير مقبول أيا كانت الدولة المتورطة، ببساطة لا يكفي بتاتا أن تعلن وزارة الخارجية بأن ملف القضية قد أغلق. فهذا موضوع يتعلق بالأمن القومي”.
كما دعت ثورنبيري إلى فتح تحقيق حقيقي مع موظف السفارة الاسرائيلية وعدم الاكتفاء بالتحقيق السطحي حيث قالت :” ينبغي سحب موظف السفارة المتورط ويتوجب على الحكومة البدء مباشرة في إجراء تحقيق في مدى ما يجري من تدخل غير سليم ومطالبة الحكومة الإسرائيلية بوضع حد له”.
وفي نفس السياق، قام السفير الاسرائيلي لدى لندن بتقديم اعتذاره للحكومة البريطانية بعد أن أبدى موظف رسمي داخل السفارة، رغبته في إسقاط ” آلان دنكان، وزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية المناصر لإقامة دولة فلسطينية.
وكانت القضية قد تفجرت عبر قناة الجزيرة القطرية والتي قامت ببث تسجيل مصور لـشاي ماسوت المسؤول السياسي الكبير بالسفارة الإسرائيلية، والذي الذي كان يتحدث عن اسقاط عدد من النواب البريطانيين، لتحصل بعدها صحيفة “ميل” على التسجيل مصورا هذه المرة بعد يوم واحد.
وقال المتحدث بإسم السفارة الاسرائيلية في بيان رسمي:” ترفض السفارة الإسرائيلية التصريحات المتعلقة بالوزير دنكان وهي غير مقبولة تماما. أدلى أحد صغار الموظفين وليس دبلوماسيا إسرائيليا بهذه التصريحات وستنتهي فترة عمله مع السفارة قريبا”.
وأكدت الصحيفة البريطانية قد قالت أن ماسوت، كان يتحدث مع ماريا ستريزولو، والتي كانت تعمل كمساعدة سابقة لوزير آخر، كما أنه تقوم بالعمل كمراسلة سرية.
وقال المتحدث إن ستريزولو تعلم جيدا من هم النواب الذي يرغب في اسقاطهم مضيفا في التسجيل :”هل أذكر لك بعض النواب الذين أقترح إسقاطهم”.
وأفادت السفارة العربية أن السفير تحدث من دنكان يوم الجمعة، وأكد اعتذاره عن التصريحات التي لا تعتبرها السفارة مقبولة على الإطلاق.
هذا واعتبر متتبعون أن التسجيل يؤكد مدى قوة اللوبيات الصهيونية في بريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، وهو ما يعتبر حاميا وضامنا لمصالح دول الاحتلال في الأمم المتحدة وأيضا في الداخل الأوروبي، حيث تتمتع إسرائيل بدعم لا مشروط من عدد كبير من الدول الأوروبية على رأسها فرنسا وبريطانيا، حيث كانت هذه الأخيرة هي التي سلمت الأراضي الفلسطينية المحتلة للمشروع الصهيوني بعد الوعد الذي عرف تاريخيا باسم “وعد بيلفور” رئيس الوزراء البريطاني الذي أكد أنه سيعمل جاهدا من أجل منح وطن قومي لليهود بعد تأسيس الحركة الصهيونية على يد ثيودور هترزل.