الجميع يعلم أن تونس شكّلت استثناء في دول الربيع العربي حيث لم تخضع للإمارات ولم يتحقّق لبن زايد ما كان يطمح إليه لذلك حاولت الإمارات في البداية إلى الدّفع بتكوين حزب نداء تونس بقيادة الباجي قائد السبسي والذي يعدّ خليطًا متجانسًا يجمع بين بقايا النّظام السّابق ومجموعة من المرتزقة اليساريين المعاديين للهوية الإسلامية…
ولم يكتفي سرطان الأمة العربية (الإمارات) بهذا لتنطلق في سياسة استفزازية لعل أبرزها قرار الإمارات رفض منح التأشيرات للنّساء التّونسيّات لدخول أراضيها بتّهمة أن التونسيات عاهرات ولم يكفي هذا لتقم الإمارات بسلسلة من الاغتيالات أثناء حكم حركة النّهضة الإسلاميّة وأخيرا وليس آخرا بعد التقارب التونسي القطري التركي جن جنون الإمارات لتطلق ذئابها المنفردة في تونس لتقوم بعملية انتحارية استهدف قوات الأمن القريبة من مقر السفارة الأميركية بالعاصمة تونس لتسفر عن مقتل ضابط برتبة ملازم أول وإصابة خمسة آخرين بينهم مدني وكل هذا للضغط على الرئيس التونسي وتنفير التونسيين من الإسلام…أما في الجزائر لم يختلف الأمر كثيراً حيث حاولت الإمارات استنساخ سيسي آخر ممثلاً في الجنرال المغتال قايد صالح والذي كان لسنوات عديدة غلام الإمارات الوفي حيث تلقى الدعم مادي كبير والذي ساعده في كسب ولاء عديد من الجنرالات وعلى رأسهم الفريق بن علي بن علي واللواء عمار عثمانية بالإضافة إلى اللواء محمد العربي حولي فقد وضعت الإمارات على رأس أولوياتها في الجزائر منع الأحرار والشرفاء من الوصول إلى السّلطة وعرفت سياساتها في سبيل ذلك تخبُّطاً واضحاً فدعمت في بادئ الأمر قايد صالح وساعدته في إسقاط بوتفليقة قبل أن تتغافل عن تنامي قوّة جنرالات أخرين (شنقريحة) أكثر فسادا ودعما لسيسي ليبيا لتسقط القايد صالح بل اعتبرت الإمارات أن شنقريحة شخصية مهمة يمكن استعمالها في القضاء على المظاهرات وقمع حرية الشعب الجزائري عكس القايد صالح والذي كان متساهل بحيث في الزيارة الأخيرة لشنقريحة للإمارات أمره ولي نعمته بن زياد بإنهاء المظاهرات في أقرب وقت ممكن وبكل الوسائل حتى لو تطلب الأمر عشرية سوداء ثانية وقد لاحظنا أن الجنرالات أردوا استغلال كورونا في البداية لكن الشعب “فاق بيهم” وها هم الأن يعلنون أن عدوى كورونا توقفت في البلاد فجأة !!!! فهل يا ترى ينتقل الجنرالات للخطة (ب) عشرية سوداء ثانية.