تمكن نظام الجنرالات عبر العقود التي أمضها جاثما فوق تطلعات الشعب الجزائري من ترويضنا وحولنا إلى مجموعات من القطعان والملل وإلى شعب ضعيف وخاضع وصاغر مذعن ومستسلم لمصيره وعاجز غير قادر لا على تغيير واقعه ولا حتى على تحريكه وحتى مظاهرات الثلاثاء والجمعة أصبحت في خانة الروتين اليومي للشعب الجزائري لا تقدم ولا تؤخر حتى أن دمية الجنرالات تبون قال عنها في إحدى حواراته “لا يمكن أن تقلقنا فسحة الجمعة”…
نعم لا يمكن أن تقلقهم فسحة الجمعة فسياسة التهجين التي اعتمدها نظام الجنرالات عبر عقود متتالية أدت إلى محصلة مرعبة في الجزائر حيث تجلت في المستويات المفزعة لمعدلات الفقر والأمية والتخلف الحضاري وانتشار الدعارة والجهل وشيوع القهر والاستبداد وتفتت النسيج الاجتماعي وظهور النزعات العرقية (أمازيغي عربي) وهذه من الإنجازات العظيمة لنظام الجنرالات والذي نجح في تحديد آليات واضحة لدى المواطن الجزائري للربط الجدلي بين العقاب الصارم وبين أي مظاهر تشير إلى الانحراف عن رؤية السلطة أو أي سلوكيات تمرد أو رد فعل أو أقوال مخالفة من قبل المواطن بحيث نجح هذا النظام الفاشي وأدواته الأمنية في ترسيخ هذا المفهوم في عقول المواطنين والذي يعني أن أي موقف مخالف سوف يعني الردع وإنزال العقاب إذن لا بد من الخنوع والانقياد للإفلات من العقاب لذلك الأن ركب على موجة كورونا ليصبح التذرع بمكافحة كورونا وحماية الأمن القومي وسيلة للجنرالات لوقف المظاهرات وتبرير ما يقومون به من انتهاكات بحق الجزائريين لدرجة أن لا صوت سيعلو فوق صوت مكافحة كورونا لتركيع الشعب الجزائري والالتفاف على مطالبه.