لماذا تعاقد الشعب الجزائري مع الإخفاق والجمود مند (الاستقلال) وظل يدور في حلقة مفرغة ما إن يكسرها حتى تلتئم وتستحكم كما حدث مؤخرا مع المظاهرات ضد نظام الجنرالات إذ سلطت ولو بأثر رجعي على أكثر من نصف قرن من التيه ضاع هدرا بدون تفسيرات مقنعة أو دروس مستخلصة وبدون تقويم أو محاسبة ولذلك تكررت الأخطاء فقد شهدنا مؤخرا إعادة للنكسة التي شهدها الآباء والأجداد إبان الاستقلال عندما انخرط المقاومون في أحزاب تطبيع للأوضاع مع نظام الجنرالات الفاسد ومستبد ولم يتحقق شيء من الأهداف التي ثاروا من أجلها…
فالمشكلة الكبيرة أننا لم نستطع استغلال الفرصة الذهبية التي جاءت لإسقاط عصابة الجنرالات لأن المظاهرات كانت تدور في حلقة فارغة لتدخل مرحلة الرتابة وتتحول لفسحة في بعض الأحيان هنا الجنرالات عرفوا أن المظاهرات لم تعد لها هالة تجلب بها الناس ليضرب الجنرال القايد صالح ضربته القاسمة للمجتمع تحت غطاء “مع أو ضد الانتخابات” لنصل في الأخير جميعا لنتيجة أن أحد المؤسسين للفساد بالجزائر وأحد أكبر سارقي المال العام “تبون” يصبح رئيسا للبلاد هنا انتهت الآمال وقتلت الأحلام فالنظام خبيث والقايد صالح كان أحد أبرز نجوم مجازر العشرية السوداء لذلك سيقوم بتفجير واحد ثم يعلن قانون الطوارئ وينهي المظاهرات…وفي الأخير إلى كل الأحرار النظام يختنق عندما نعتصم جميعا في الأماكن العمومية ليلا ونهار ونشل شريان النظام هنا تنتهي القصة وينتصر الشعب أما في الوقت الراهن بالنسبة لي فاز القايد صالح ووضع الشعب الجزائري تحت حذائه وانتهى الحلم إلا إذا تدخل الأحرار من داخل الجيش.