ان ما رأيناه حتى الآن من عدم احترام المبادئ النقابية ومن استغلال النقابة والعمل النقابي في تحقيق التطلعات الطبقية وما يترتب عن ذلك من ممارسات لا علاقة لها بالنقابة وبالعمل النقابي وباحترام مبادئ النقابة لا يمكن أن ينتج إلا ما يمكن تسميته بالفساد النقابي الذي اصبح معروفا بين الخاص والعام نظرا لشيوعه في معظم النقابات التي لم تعد بدورها تخفي فسادها لتعمل على إنتاج كل أشكال الفساد النقابي وتبني علاقتها بالعمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين على أساس ذلك حتى صار كل صاحب ملف نقابي يحتاج إلى تدخل النقابة لا يعول إلا على النقابة الفاسدة مهما كانت النتيجة.
العاملون وباقي الأجراء وسائر الكادحين أصبحوا لا يميزون بين الإدارة الفاسدة وبين النقابة الفاسدة من منطق الآية الكريمة: {ظهر الفساد في البر والبحر} الأمر الذي يترتب عنه تفشي الممارسة الانتهازية اللا محدودة في صفوف المسؤولين النقابيين بمن فيهم الإطارات النقابية المختلفة وفي صفوف المستهدفين في نفس الوقت ليصير العمل النقابي قائما على المحسوبية والزبونية والإرتشاء كما هو الشأن بالنسبة للإدارة التي تقوم علاقتها بالمواطنين على أساس المحسوبية والزبونية والإرشاء والارتشاء….ويعتبر حال العمال بالجزائر وصمة عار على جبين مرتزقة العمل النقابي واشباه المناضلين الذين اغتنوا على حساب معاناة العمال البؤساء هؤلاء الحثالة الذين شاركوا في جريمة ذبح العمل النقابي ابتداء من عبد المجيد سيدهم سعيد الذي يعتبر نقابة العمال ملكا خاصا به أو مزرعة ورثها عن ابيه. ففي وقت تعرف الجزائر أزمة بطالة بل أزمة عقليات وأزمة نقابات تحولت إلى لوبي خطير للإجهاز على المكتسبات وقوت المواطنين تحت يافطة العمل النقابي وفي بعض الأحيان تحت يافطة أخف الضررين لخلط الأوراق والخروج بأقل الخسائر من الجريمة ضد العمال إن فساد عبد المجيد سيدهم سعيد ومن معه سيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وصمة عار على جبين اشباه النقابيين الذين يتلونون حسب المد والجزر وحسب من يدفع أكثر بل حسب عدد الامتيازات التي حصلوا عليها بدون سند قانوني ولا مسوغ إنساني فمتى كان هؤلاء نقابيون وهل يعرفون معنى كلمة نضال وأين كانوا أيام كان المناضل كالعملة النادرة نقول أن هؤلاء ما كانوا موجودين قط لقد كانوا في رحم أمهاتهم واليوم وبفضل نفاقهم وريائهم بل وبفضل انبطاحهم حولوا هذه المعلمة إلى كابوس بل حولوها إلى بقرة حلوب وهو ما سنفضحه لينال هؤلاء المفسدون جزاءهم لأنه لا يعقل أن يستلوا كما تستل الشعرة من العجين.