في منظومة الحكم في الجزائر كما في باقي الدول العسكرية فإن كبار ضباط الجيش هم وحدهم القادرون على ضمان الحفاظ على النظام العام إذا بدأ الشارع في الحراك ضد الرئيس بوتفليقة كما لا ننسى أن ضباط الجيش الكبار مخلصون لزعيمهم الجنرال صلاح نتيجة شراكة طويلة في نهب البلاد كما أن الترشح للرئاسة في الجزائر يستند فعليا إلى الخيارات التي يتخذها الجيش والأجهزة الأمنية ورجال الأعمال الذين أصبحوا يتمتعون بنفوذ كبير فضلا عن الشركاء الدوليين ويبدو ثمة طرفان يتطلعان إلى المرحلة الانتقالية في الجزائر هما الجنرال توفيق ورئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح.
محمد مدين أو الجنرال توفيق كان واحد من بين ثلاثة ضباط يحملون رتبة فريق الاعلى في الجيش الجزائري الى جانب الفريق قايد صالح رئيس اركان الجيش والفريق بن علي بن علي قائد الحرس الجمهوري ويلقبونه برجل “السياسات القذرة” ويتهمونه إلى جانب الجنرالين محمد العماري وخالد نزار بارتكاب جرائم ضد الإنسانية واغتيال المعارضين والسياسيين والفنانين والكتاب في مرحلة التسعينات وخلال فترة تربعه على عرش المخابرات العسكرية الجزائرية لمدة ربع قرن قيل عنه الكثير ومما كان يقال عنه أنه هو الحاكم الفعلي للجزائر أو كما يوصف في الأوساط الشعبية الجزائرية بـ”رب دزاير” ومنذ سنوات أشيع أن صراع خفي يجري بين الرئيس وحاشيته والتي بينها قايد صالح من جهة والجنرال توفيق من جهة أخرى أخذ أبعادا أخرى منذ مرض الرئيس ليبلغ هذا الصراع دروته الأن مع الإنتخابات الرئاسية حيث يلعب الجنرال توفيق ببيدق هو اللواء المتقاعد علي غديري .
الجنرال قايد صالح يتردد اسمه إلى جانب الجنرال توفيق لقيادة البلاد بعد أن راجت أخبار تقول إن صحة الرئيس بوتفليقة انتكست حيث يعد من الشخصيات المقربة من بوتفليقة داخل مؤسسة الجيش وكان قد دعم الرئيس في العديد من القرارات التي اتخذها مثل “مشروع التعديل الدستوري” الذي كشفت عنه الرئاسة عام 2016 ولا تخلو سيرة قايد صالح من تهم بالفساد فقد نشر موقع “ويكيليكس” عام 2010 وثائق سرية تخص الدبلوماسية الأميركية تحدثت عن فساد بأبعاد أسطورية في المؤسسة العسكرية الجزائرية وقالت إن رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أحمد قايد صالح ربما يكون أكثر المسؤولين فسادا في الجهاز العسكري كم لا يغفل أحمد قايد صالح عن منافسه القوي والمسيطر عبر شبكة رجال الأعمال والشركات ومؤسسة الإستخبارات الجنرال توفيق فهو يبقي أعينه مسلطة عليه في انتظار اللحظة التي سينتقم منه على الأيام التي كان يذله فيها في التسعينات.