بعد أن طفت على السطح عملية استيراد لـ343 طن من النفايات قادمة من اسبانيا و ألمانيا و بلجيكا والتي تم التصريح بها على أنها مواد أولية صناعية بقيمة 300 ألف دولار حذر خبراء وسياسيون من تداعيات استمرار مسلسل نزيف العملة الأجنبية من بلاد إلى الخارج بسبب استفحال ظاهرة تهريب العملة من طرف شركات الاستيراد والتصدير في ظل غياب قنوات رسمية على شكل صرافات لتداول العملة الأجنبية وتكشف أرقام الجمعية الوطنية لمكافحة الفساد عن تهريب أكثر من 1000 مليار دولار خلال العقد الأخير.
وتوجه أصابع الاتهام إلى شركات الاستيراد والتصدير التي تلجأ حسب الخبراء إلى تضخيم فواتير مختلف السلع التي تستوردها من مختلف مناطق العالم فضلا عن عمليات التهريب على مستوى المطارات والموانئ الجزائرية فقد أضحى الاستيراد منفذاً لتهريب الأموال من قبل بعض التجار في الجزائر بعد أن كشف مسؤول حكومي عن تهريب ملايير الدولارات على مدى سنوات من خلال صفقات استيراد وهمية وتضخيم فواتير الواردات حيث أصبحت موانئ الجزائر تعيش ظاهرة غريبة في السنوات الأخيرة،تتمثل في ظهور حاويات مهجورة ومنسية تستعمل كوسيلة لتبرير الفواتير المضخمة وهي احد الطرق التي يعتمد عليها المستوردون في تضخيم فواتير السلع التي يريدون إدخالها إلى الجزائر خاصة من الصين حيث يطلب المستورد من البائع الصيني تضخيم الفاتورة التي يقدمها إلى بنك الجزائر بينما نجد في الحاويات سلعة يقل سعرها مئات المرات عن الأسعار المصرح بها لدى بنك الجزائر كما أن الكثير من التجار أصبحوا يلجئون إلى حيلة جديدة وهي فتح شركات تصدير في الصين والهند وأخرى في الجزائر وبالتالي يتم تضخيم الفواتير بطرقٍ ملتوية يصعب الكشف عنها كما يصل الحد إلى استيراد حاويات فارغة وأحيانا مملوءة بالحجارة والرمال والأزبال كما وقع مؤخرا.