بينما البوحمرون وأمراض القرون الوسطى تتفشى في وسط المواطنين وخاصة الفقراء فان نصف مليون من المسؤولين وأبنائهم ومن يسرقون غلة البلاد حجزوا في أفخم الفنادق والمنتجعات الفاخرة بدبي و إسطنبول وماليزيا وفرنسا واسبانيا والبرتغال وفيينا وإيطاليا واليونان للاحتفال بالرأس السنة الجديدة فهم لا يشعرون بمعانات المواطن ومشاكله فهمهم الوحيد هو سرقة خيرات البلاد.
يا أيها الحكومة الشبح المواطنات والمواطنين ينتظرون حلولا جدية وشجاعة في الاعتراف بالواقع وليس الإبداع السخيف في تخويف الناس بسوريا وليبيا لأنهم يعرفون بقليل من الذكاء أن هناك إسبانيا وألمانيا والنرويج وكندا وكوريا الجنوبية لان اختيار أسلوب زرع الرعب في المواطنين والتخويف بمصير سوريا وليبيا عمل يعبر عن ضعف كبير في فهم ما يجري وفي تقدير ما هو مطلوب فمشكلة الجزائر أن الكثير من مسؤوليها لا يفكّرون بعدالة وأن تفكيرهم لا يكاد يتجاوز حدود المصلحة الشخصية وربما في كثير من الأحيان تقتصر نظرتهم على فئة محدودة صغيرة من أبناء المجتمع ويتصورون أن الجزائريين هم هؤلاء فئة غنية مقتدرة تمتلك المال والإمكانات المالية الكبيرة وتستطيع أن تتعالج في أفضل المستشفيات الخاصة وأرقاها وأكثرها كلفة..!! نعم فالقرارات التي تُتّخذ وما يُنتهج من سياسات رسمية يسير بمجتمعنا نحو الهاوية فالمسؤولون جزءاً من سياساتهم وقراراتهم تتناقص مع فلسفة الدولة وتوجّهاتها في رعاية المواطن وقد لا يقرأ هؤلاء ولا يستوعبون أن حق المواطن مكفول في الصحة كما في التعليم والعمل وقد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حق كل فرد في المجتمع في أن يعيش في مستوى يكفل له ولأسرته الصحة والرفاهية أما نحن في الجزائر فإننا كمواطنين نسامح في حقنا بالرفاهية ولكننا نتمسّك وأفراد أُسَرِنا بحقنا في الصحة فهل قرارات هذه الحكومة تصب في مصلحة المواطن أم تؤدي إلى تدميره عبر موت بطيء لفقدانه القدرة على تحمّل أعباء حقوقه البسيطة من صحة وتعليم.