شهدت بلادنا هذه الأيام وفي الأشهر الماضية موجات من الاحتجاجات الاجتماعية ولا سيما في مناطق المهمشة والفقيرة حيث يشكو سكان هذه المناطق من التهميش وتخلي السلطات العامة عنهم بما يحتم على الحكومة رفع شعار البحث عن نموذج إنمائي جديد وهو ما باتت تدعو إليه بصورة متكررة وبانتظار أن تتحقق هذه الوعود وسعيا لتهدئة مشاعر الغضب المتصاعدة في ولاية ورقلة مصدر الثروة البترولية.
إذا كان المواطنون فيما مضى يرون الفقر على أنه قدر ومكتوب فإن عملية توعية المواطنين على أن هذا الفقر سببه عصابة تحكم البلاد وزائد ارتفاع الأصوات والأمل في تغيير ممكن كلها تشكل العوامل الأولية التي تغذي الاستياء الجماعي وتدعوا الناس للخروج والاحتجاج دون خوف لذلك توعدت السلطات المواطنين الذين يواصلون الاحتجاجات وسط تقارير عن وقوع إصابات في إطلاق الشرطة النار على المحتجين الذين كانوا في قمة الحضارة ولإحتجاج السلمي بالإضافة أن العصابة الحاكمة أخرجت ورقة مرعب الجزائريين وأحد أشهر السفاحين بالبلاد عن طريق الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء فرع ولاية تيزي وزو التي طالبت الفريق المُتقاعد محمد مدين المدعو الجنرال توفيق الترشح لرئاسيات 2019 بإسم الفيدرالية ويشار إلى أن الفريق محمد مدين المدعو الجنرال توفيق والذي أُنهيت مهامه من رأس مديرية الأمن والإستعلامات جهاز DRS هذا الجهاز الذي بمجرد ذكره يقفز إلى الذهن إسم الجنرال توفيق الذي كان يدير البلاد بهذه المنظمة الجرثومية التي فتتت كل شيء في الجزائر بعد موجة من الجرائم الدموية خلال التسعينات كان الجهاز مسؤولا عنها بطرق مباشرة و غير مباشرة بل وأصبح الكثير من مجرمي تلك الفترة مثل بشير طرطاق و جبار مهنى قادة بتزكية من رئيسهم الجنرال مدين الذي كان رئيسا عليه منذ العام 1990 رغم تغير خمسة رؤساء و أكثر من ضعف ذلك من رؤساء الحكومات ومئات الوزراء أبشع من كل ذلك أن محمد مدين لم يحاكم أو يتابع رغم مئات المجازر التي حصدت عشرات الآلاف من الجزائريين ورغم عدد كبير من عمليات الإغتيال السياسية التي أشرف عليها جهاز التوفيق من بوضياف إلى قاصدي مرباح إلى عبد الباقي صحراوي إلى سعيد مقبل إلى حشاني إلى معطوب الوناس وصولا إلى علي تونسي يجب أن لا ننسى أبدا أيضا أن مستوى الدمار الهائل التي وصلت إليه الجزائر يتحمل جزء كبير من مسؤوليته هذا الجهاز وبالأخص القائمين عليه وخاصة لاستهتارهم بالشعب الجزائري و تدجين العمل السياسي الذي أصبح تابعا للجهاز يستعملونه و يستعملون المنخرطون فيه معاولا للهدم تقرب الجزائر كل دقيقة إلى شفا الهاوية.