نعم في الجزائر الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء فمن يتلذذ بخيرات الوطن هم الأغنياء ومن يتحمل نتائج طمعهم وسوء تخطيطهم وفشلهم والنكسات التي تسببوا بها هم الفقراء ثم يأتي المثقفون والإعلاميين ليدغدغوا مشاعر الوطنية لدى الفقراء لتحمل تبعات القرارات الخاطئة ثم يأتي رجال الدين فيتحدثون عن الزهد و الابتعاد عن ملذات الدنيا وعدم الجري وراءها وهم يعيشون في أفضل البيوت ويركبون أفخم السيارات ويحصلون على كل ما يريدون وما يشتهون نعم المواطن البسيط هو من يقتل في ساحات الوغى بينما الأغنياء من الجنرالات والسياسيين ورجال الأعمال مختبئون ويتمتعون بكل ما لذ وطاب في كليب ديبان.
فعلى اثر إندلاع إشتباك مُسلح بين قوة من الجيش الوطني الشعبي ومجموعة إرهابية في منطقة مرين ولاية سيدي بلعباس أستشهد 3 إفراد من الجيش الوطني الشعبي ضابطان برتبة عقيد وجندي يتبعون القطاع العملياتي جنوب سيدي بلعباس كما أصيب 4 أحرين وفي خضم هذه المجزرة طفت على السطح فضيحة من العيار الثقيل فقد استفاد رجل الأعمال ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد من 50 ألف هكتار بمنطقة البيض في الغرب الجزائر في إطار الاستثمار الفلاحي وبقرار من وزارة الفلاحة وعقد استغلال من مديرية أملاك الدولة لولاية البيض تحت وصاية وزارة المالية حيث استولى حداد بشكل قانوني على هذه المساحة حين تم تقسيم 360 ألف هكتار التي استفاد منها كبار أصحاب المال والأعمال في الجزائر نعم هنا نستنتج أنه فعلا في الجزائر الوطن للأغنياء والمتنفذين والوطنية للفقراء والمهمشين لذلك لم يعد ينجذب كثير من المواطنين للخطابات الرنانة والكلمات المنمقة والأصوات الهادرة التي تدعي الوطنية والانتماء للوطن والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس للذود عن حماه فقد تبين أن ما نسمعه مجرد كلام وهرطقة وأن ما يفعله هؤلاء الأشاوس على الأرض هو عكس ما يقولون لان الفقراء هم الجندى المجهول بالنسبة للاغنياء والي يقتل دفاعا عن مصالحهم فهم يستغلون اندفاع فئة من الناس تجاه شيء ما ويقوموا باستغلال احتياج أشخاص آخرين للمال فيقوم بشرائهم واستغلالهم وزرعهم وسط الفقراء أصحاب القضية الأصليين لكي يمكنهم من خلال هؤلاء التحكم فيما يحدث وأيضا سحب البساط من تحت أرجل أصحاب القضية الأصليين ويقوموا باستبدالهم بمن قاموا بزرعهم في وسطهم من اجل حصد المكاسب الثمينة والتي خرج من اجلها أصحاب الشعارات الوطنية الرنانة والتي تطالب بحقهم المشروع في هذا الوطن الكبير نعم الكوليرا داء فتاك ولكن الجنرالات والسياسيين ورجال الأعمال داء اخطر وليس له دواء سوى الاستئصال.