يقول وليام شكسبير: المصائب لا تأتي فرادى كالجواسيس بل سرايا كالجيش. فقد تتوالى المصائب والمحن علينا فلا ننتهي من واحدة إلا والأخرى متشبثة بنا ولهذا نشعر بمحن الزمان كثيرةٌ ولا تنقضي و المصائب تأتي سريعا بانهمار ودفعةً واحدةً كأنها اختارت أن تنزل بنا وعلينا في آن معا لكل مواطن تفسيره لجل هذه المصائب لكن من المؤكد أن نتشارك في رأي واحد وهو أن هذه المصائب تجمعنا ولا تفرقنا وتبين لنا أن عدونا واحد نظام العسكر وهو سبب كل هذه المصائب.
غادر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الجزائر وترك ورائه مصيبة كبيرة تتمثل في داء الكوليرا الفتاك ثم عاد الرئيس إلى التراب الوطني والغريب في الأمر أن عودة الرئيس تزامن مع ظهور مصيبة أخرى وهي الحمى القلاعية حيث تم اكتشاف بؤرتين لمرض الحمى القلاعية في الأبقار بمنطقتين بولاية غرداية فقد قالت المفتشية البيطرية التابعة لمديرية المصالح الفلاحية بذات الولاية بأنّ الحلات تمّ تسجيلهما ببلديتي العطف (35 حالة) ومتليلي (60 حالة) وهي الإصابات المرضية التي تم تأكيدها من قبل المخبر الجهوي للبيطرة بالأغواط حيث تم اتخاذ التدابير الضرورية للمكافحة والوقاية من أجل تطويق الداء وتفادي انتشاره من طرف المصالح البيطرية وجاءت هذه الأزمة مع الدخول المدرسي والذي يعرف استهلاك كبير للحليب والذي يعرف ندرة أصلا بحليب الأكياس مما يبين مفارقات حول تسيير القطاع الزراعي واحتكار اللوبيات المستفيدة من حماية دوائر صنع القرار وعن فشل الحكومات المتعاقبة في تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين فهذه المصائب تعكس بوضوح حجم فشل نظام العسكر في تسيير البلاد ومدى عجزه عن متابعة المخططات والمشروعات فرغم الأموال الضخمة التي ضخت للنهوض بالبلاد ورغم المقومات الجغرافية والمناخية إلا أن البلاد تبقى بعيدة عن تحقيق الأمن الغذائي وأن الأزمة الاقتصادية ستكشف عيوب التسيير والفشل ومدى نقمة النفط على الجزائر لأن اقتصاد الريع كرس سياسة الإنفاق العشوائي وتهميش القطاعات الإستراتيجية في البلاد وحتى الأموال التي ضخت للنهوض بالزراعة على سبيل المثال لم يسبقها التخطيط الجيد ولا الرقابة والمتابعة لمصير تلك الأموال لذلك توالي المصائب ربما يعجل بظهور رئيس جديد للبلاد لأن توقيتها يدل على أنها بفعل فاعل.