قبل سنين عندما هرب الأوربيين من تونس ولم يعد احد يزورها بسبب الأوضاع الأمنية والإرهاب إلتفت أصحاب القرار بتونس يمينا وشمالا لم يجدوا أحدا فقالوا لم يبقى لنا إلا الجزائر فطرقوا الباب ورد عليهم الوزير الأول أنداك السيئ الذكر عبد الملك سلال وقال سنقف مع تونس لكي تتجاوز المرحلة الحالية وأضاف أن الجزائر ستدعم المجال الإقتصادي والإجتماعي في تونس بآتخاذ جملة من الإجراءات ذكر منها الإبقاء على التدفق السياحي وتشجيع ألاف الأسر الجزائرية على زيارة تونس ومواصلة تنمية المناطق الحدودية مع الجزائر وإبرام اتفاقية تجارية تفاضلية بين البلدين.
وبعد أن أعطى سلال الضوء الأخضر لتدفق الملايين من الجزائريين لتونس انتعش الاقتصاد التونسي وخرجت حملات في جميع الفنادق والمنتجعات ترحب بالجزائريين كأنهم فاتحين فمرت السنوات والأيام واستتبّ الأمن بتونس (الشقيقة) فبدأ تدريجيا يعود الأوربيين هنا انتهت المصلحة من الجزائريين لذلك عندما يشتهون طردك يصنعون بك عيوباً لا تنتهي فتسقط الأقنعة عندما تنتهي المصالح و لكن الدنيا تدور والوجوه تتقابل من جديد في ظروف مختلفة وعندها لن يكون هناك وقت لارتداء أقنعه جديدة لذلك العلاقة والمصلحة كلمتان مرادفتان تتناغمان معاً لهما هدف واحد ومبدأ واحد والمصلحة هي صخرة تتفتت عليها في أحيان كثيرة كل القيم الإنسانية وعلاقات الجوار ولا شيء يعلو فوق المصلحة والمصلحة تتنوع حسب طالب الخدمة ولها أشكال وأنواع كثيرة أحياناً كثيرة يرتدي صاحب المصلحة قناع التودد والتلطف والترحيب مع قناعته بعكس ما يظهر لذلك أنا لست ضد العلاقة الاقتصادية بين دول الجوار لكنني ضد العلاقة القائمة على المصلحة وما أكثرها نعم لقد انتهت مصلحة تونس بالجزائر لذلك ثم طرد عدد من عائلات الجزائرية من تونس حيث تداول نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك لفيديو مصور لعائلات جزائرية تقف على أبواب فندق “دريم بيتش” في سوسة بعدما تم منعهم من الدخول لان مظهرهم لا يلائم السياح الأوروبيين فهم الان أصبحوا همج يشوهون صورة تونس الخضرا .
تونس تعاملت مع الجزائر بمبدأ مصلحتي فوق كل اعتبار كم هو من مبدأ قاصر النظر عديم الإحساس أناني فالمصلحة تهدم كل القيم الإنسانية والعلاقات الأخوية نعم هذا هو الواقع وهذا هو التوجه لست ضبابياً أو سوداوياً لكنني أنقل ما يحدث الان لسياحنا في فنادق ومنتجعات تونس ترى هل سيأتي اليوم الذي يعود به الترحيب بالجزائريين كما كان منذ أربع سنوات أم سيسوء الوضع أكثر؟.