ظاهرة كراهية العرب بصفة عامة والجزائريين بصفة خاصة في فرنسا ليست بالجديدة لكنها ظلت محدودة نوعاً ما وفي إطار ضيق في مناطق محددة في بعض المدن غير أن هذه الظاهرة شهدت زخماً في الأيام الأخيرة ونالت دفعة قوية بعد الاعتداء على جزائريين كانوا يحملون الراية الوطنية فبينما كان مشجعو الديكة يحتفلون بالتأهل إلى نهائي مونديال روسيا تعرض مشجعون لوحوا بالعلم الجزائري لهجوم عنيف بالضرب بسبب أنهم يحتفلون مع الفرنسيين.
أصبحت العنصرية الممارسة ضد العرب بصفة عامة والجزائريين بصفة خاصة في فرنسا موضوعاً يومياً متكرراً فبعد مجموعة من العوامل والأحداث بين العام الماضي والعام الجاري بات الأمر علنياً حيث يتعرض العرب لشتى أنواع الممارسات العنصرية التي باتت تصل إلى الاعتداء نعم موقف الفرنسيين ضد المهاجرين والعرب ليس جديد فهم دائما يدعون إلى ترحيل الذين لا يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية فورا وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملا ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة أو الرحيل إن كانوا مقيمين بطريقة شرعية ويطرحون فكرة الأولوية الوطنية والتي مفادها أن يكون لمن يحملون الجنسية الفرنسية دوي العروق الصافية الأولوية على غيرهم في السكن والمساعدات الاجتماعية والعمل ويطالبون بتجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا إلى غية التحقق من مصادر تمويلها وتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة ومنع الحجاب وليس النقاب أو البرقع فحسب ومنع ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية وبيع اللحم أو تقديمه في المطاعم على أنه حلال ونعرف أن أفراد الجيل الثاني والثالث من المهاجرين في فرنسا يتمتعون بوضعية مهنية أفضل مما كان الأمر عليه مع آبائهم إلا أنهم يتعرضون للتمييز بسبب انحدارهم من الهجرة وهي نتيجة مسجلة في جميع المدن الفرنسية حيث أن شخصا من بين خمسة أشخاص منحدرين من أصول مهاجرة أكد تعرضه للتمييز في الشغل وعدم تمتعه بحقه في المساواة في الفرصة كما تؤكد العديد من الشهادات أنه أحيانا يتم تمييز الفرنسي عن ذوي الأصول المهاجرة حتى وإن كان المهاجر يتمتع بكفاءات أعلى.
وبعد كل هذا هل سنرى يوم الأحد كلاب رخيصة تحمل علم الجزائر وتحتفل بفوز الفرنسيين إن هم فازو في الأصل.