تُعتبر ظاهرة تشغيل الأطفال من الظواهر التي تترك آثاراً سلبية على المجتمع عامّة وعلى الأطفال خاصّة ولهذا الاستغلال أشكالٌ متعدّدة من أهمها تشغيل وتسخير الأطفال بعمل يكونون غير مؤهلين له من الناحية الجسديّة والنفسية على الرّغم من أن الكثير من الاتفاقيات الدولية تُجرم الاستغلال الاقتصادي للأطفال.
وتتكرر في ربوع الوطن مشاهد يومية أبطالها أطفال بأعمار لا تتجاوز 10 سنوات مشاهد تطورت إلى أن أصبحت ظاهرة. ظاهرة تشغيل الأطفال التي لا تزال تعد مشكلا عالقا في بلادنا و محاربتها أصبحت تحديا كبيرا يعيق كاهل الحكومات السابقة والحالية وذلك بسبب ارتفاع نسبة الفقر و البطالة و تفشي الأوضاع المعيشية التي تشهدها الجزائر مؤخرا بالإضافة إلى غياب الوعي الحقيقي الذي يشكل نقطة ركيزة لتفشي هذه الآفة هذا إضافة إلى أسباب اجتماعية أخرى كالطلاق و التفكك الأسري و التسرب المدرسي فقد كشف رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل عبد الرحمان عرعار بأن السوق الموازية في الجزائر تستغل الأطفال بشكل غير قانوني فيه مساس بحقوق الأطفال حيث يتم استغلال 54 ٪ من الأطفال العاملين في أعمال شاقة فيما يعمل 41 ٪ منهم بصفة دائمة وتؤكد دراسة أعدتها شبكة ندى حول الإستغلال الاقتصادي للأطفال في السوق الموازية بأن نسبة الذكور من بين الأطفال العاملين تصل إلى 77 ٪ فيما تستغل الإناث بنسبة 23 ٪ في ذات المجال والدراسة شملت التحقيق مع 500 طفل في ستة ولايات هي: الجزائر العاصمة و سطيف و تيبازة و تيزي وزو و برج بوعريرج. و التي تمتد فترتها المرجعية ما بين اوت 2017 و فيفري 2018.فان 27 ٪ من الأطفال العاملين في السوق الموازية مجبرون على العمل فيما يختار 73 ٪ منهم العمل بمحض إرادتهم وتبصم ظاهرة تشغيل الأطفال أثارا سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الطفل بصفة خاصة و تتخذ أشكالا متنوعة بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على وضعية الطفل وبها أصبحت تعد تحديا كبيرا لكل المجتمع فالطفل أداة المستقبل فلنحافظ عليه.