بعدما لم ينفع الجنرالات الإلهاء بالمغرب التجئوا إلى الحرب بين مشجعي كرة القدم ليلهوا الشعب عن الفاجعة فقد شهدت مباراة نصف نهائي كأس الجمهورية بين مولودية الجزائر وشبيبة القبائل أعمال عنف بين أنصار الفريقين ثم بين أنصار الفريقين وقوات الأمن طيلة أطوار المباراة وقبل بدايتها كذلك وظهرت شاحنات قوات مكافحة الشغب تطارد الأنصار داخل محيط ملعب كرة القدم الأمر الذي دفع مسيري المولودية لمطالبة الحكم بعدم إعطاء إشارة الانطلاق في الشوط الثاني وشهد ميدان ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة رشقا بالحجارة أدى إلى توقف المباراة لدقائق طويلة و تدخل أعوان الحماية المدنية لإسعاف المصابين.
كل هذا لن ينفع الجنرالات ليهربوا من المسؤولية تجاه شعبنا فاستمرار تهرب الحكومة من مسؤولياتها تجاه الفاجعة يدل على تلكؤ الحكومة من انجاز ملف محاربة الفساد بالرغم من كل ما عرفته البلاد من كوارث بسبب الأحداث والأزمات التي مرت علينا لذلك لا بد أن تتحمل الحكومة المسؤولية .فالتهرب من المسؤولية والتملص منها صور وأشكال ولدهاء محترفيها وذكائهم اسطاعوا أن يتفننوا في ذلك وأن يخففوا تبعاتها على أنفسهم وأن يجعلوا آخرين شركاء لهم في ذلك أصبح أمرا مألوفا وشائعا أن يصرّح هذا الوزير أو ذاك الجنرال عندما يتحدث أو يُسأل عن أي فاجعة أو مظاهر وأسباب الفشل التي تعرفها الإصلاحات التي وعد بها والمشاريع التي سبق أن برمجها وأعلن عنها فيجيب المسؤول بأن أي فاجعة أو أي نجاح أو إصلاح أو أي مشروع يخص القطاع الذي يشرف عليه هو “مسؤولية الجميع” ويتطلب “مشاركة الجميع” يا أيها المسؤولون لم يعود مقبولا ولا معقولا ولا ديموقراطيا الحديث عن “مسؤولية الجميع” ولا “مشاركة الجميع” في هذه المسؤولية، لأن “مسؤولية الجميع” تفيد أن هؤلاء (الجميع) لم يتنازلوا بعدُ عن مسؤولياتهم الجزئية والفردية لنخبة محدودة العدد انتخبوها وفوّضوا لها كل السلط والمسؤوليات حتى لا تكون هناك “مسؤولية الجميع” بل مسؤولية محددة في مسؤولين حكوميين معينين ومعروفين.
الفاجعة تفتح مجال المسؤولية في وجه التقصير خصوصا أن الجنود اعتادت السفر بتلك الخردة منذ ثماني سنوات لذلك يجب فتح تحقيق عسكري وقضائي في الموضوع، وعلى الحكومة أن تحرص على إطلاع الرأي العام بكل نتائج التحقيق مع الالتزام بالتدابير لتفادي وقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل.