المصنع الوحيد الذي يشتغل ببلادنا وتستحق منتجاته علامة “صنع في بلادي” هو مصنع الكذب المملوك للحكومة والذي يتم فيه إنتاج الكذب وتعبئته ودخوله إلى كل منزل دون إذن أو تاريخ صلاحية عبر قنوات الإعلام التافه التابعة لنظام.
فهذه القنوات دورها الرئيسي توصيل الكذب إلى العقول وتلويث القلوب أحياناً ولكي يُصدّق هذا الكذب بسهولة يجب أن يكون مغلَّفاً ببعض من الحقائق نعم سيندهش البعض من هذه الكلمات ولكني سأشرحها بالأمثلة فهذه القنوات التي تصنع الكذب موجودة في كل دول العالم ولكن ليس بهذا الكم الهائل من الإنتاج لدرجة إستحمار العقول البشرية فمثل هذه القنوات موجود إلا في الدول الديكتاتورية المليئة بالظلم والفساد والقتل والسرقة والنهب وأتكلم هنا عن بلدي الجزائر.هذه القنوات طبلت كثيرا وبشرتنا أن الجزائر ستصبح من أول الدول في صناعة السيارات ولكن في الشهرين الماضيين أُفتضح الأمر فقد استوردت شركة رينو الجزائرية ثمانية آلاف سيارة داسيا كاملة وشبه مجمعة تم تصنيعها في رومانيا وذلك وفقا للإحصائيات التي نشرتها الجمعية الرومانية لمصنّعي السيارات في 20 مارس فقد تم شحن 8036 سيارة شبه مجمعة من مصنع داسيا في رومانيا إلى الجزائر من يناير إلى فبراير والمشكلة الكبيرة أنه في نفس الفترة فقد استوردت رينو الجزائر خلال حوالي 10 ألاف علامة لهياكل السيارات كتب عليها “صنع في بلادي” من مصنع AvtoVaz في روسيا وهذا ما يفضح اكبر كذبة عرفها المواطن هي “صنع في بلادي” ونهضة صناعة السيارات.
وفي الأخير بلادنا بحاجة إلى تسريع الإصلاحات الهيكلية وتحسين الثقة في مؤسساتها واستغلال نقاط قوتها المتمثلة في الشباب والسوق المحلية الكبيرة والموقع الاستراتيجي. كما ينبغي بناء البنية التحتية وإجراء المزيد من التحسينات في الخدمات العامة وإيجاد حلول سريعة لمشاكل الاستثمار المحلي والأجنبي التي تتمثل في عدم القدرة على التنبؤ وانعدام الشفافية في مناخ الأعمال وانعدام الثقة في المؤسسات الحكومية كما أن هناك فجوة واسعة بين التصريحات السياسية وتنفيذها وقد زادت في السنوات الأخيرة وتحتاج إلى تقليصها لإستعادة ثقة المستثمرين والعمل سريعًا على ترميم التشوهات التي حدثت بسبب كذبة “صنع في بلادي”.