وأنت تطل عبر موقع غوغل مابس (Google maps) على الحديقة العامة لولاية سيدي بلعباس تبدو إليك حديقة خضراء كأن الآباء يصطحبون أطفالهم في العطلة الأسبوعية للجري واللعب فيها إلا أنه إذا ذهبت إليها صبيحة الجمعة فإنك تجدها تحولت لسوق للكلاب وأنها وصلت إلى حالة مزرية جراء سوء استعمالها من طرف عدد من المواطنين الذين لا يحترمون النباتات ولا يحافظون على جمالياتها لدرجة أصبحت معها الحديقة بدون عشب وكل جنباتها امتلأت بشتى أنواع الحيوانات بما فيها القطط والكلاب .
ومن خلال جولة موقعنا بالحديقة اكتشفنا أن أهم المميزات التي تثير اهتمام الهواة والمتعاطين لتربية وتجارة الكلاب الاهتمام بنوع معين من هذه الحيوانات الأليفة خصوصا نوعين متميزين منها الأول يهم الكلاب صغيرة الحجم مثل ما يعرف باسم “الكانيش” أو “المالينوا” الذي يستحوذ غالبا على شغف الأطفال والنساء الذين يستهويهم شكلها الوسيم وطبيعتها اللطيفة أما النوعية الثانية من هذه الحيوانات أي الكلاب ذات الحجم الكبير مثل ما يسمى “الدوبرمان” وشيان بيرجي” وشيان بوليس” و”بيتبول” فهي الأصناف المفضلة لدى الشباب والرجال وأحيانا بعض النساء اللواتي يستعملنها لحماية أنفسهن خصوصا اللواتي يقطن بضواحي المدينة نظرا لما تتميز به من قوة وقابلية للترويض والتدريب. وللإشارة فإن نوعية الكلاب من صنف “البيتبول” وهو نوع جديد أخذ استعماله يتنامى بين فئة الشباب فإنه يتميز بخطورته الشديدة وباعتدائه العنيف الذي يؤدي أحيانا إلى الموت كما أن بعض الناس خاصة الشباب أخذوا يقبلون على اقتنائه بكثرة لاستعماله بغرض استعراض القوة والرهان وأحيانا للسرقة وقطع الطرق على المواطنين في الأحياء والشوارع الخالية خصوصا أثناء الليل. وفي مجال تجارة الكلاب تبين أن الأثمنة تتراوح بين 4 ملايين و 65 مليون حسب العرض والطلب في حين لا يتعدى السعر 1.5 مليون بالنسبة لبعض الجراء أما الفصائل النادرة والعريقة فتصل قيمتها إلى 100 مليون والتي يتسابق على اقتنائها الفئات الغنية لكونها أضحت من أحد أبرز مظاهر الثراء والبورجوازية.
تفيد بعض الأقوال المأثورة أن كلب صديق خير من صديق كلب لأن الإنسان اجتماعي بطبعه والبحث عن الحصول على كلب ينبع من حاجة البعض إلى مرافق ولو أنه حيوان يكون وفيا يستأنس به ويقاوم الوحدة.و لكن يرى بعض المواطنين أن وجود بعض أنواع الكلاب في الأوساط الشعبية الفقيرة خاصة التي تنتمي للفصائل الخطيرة يطرح تساؤلا حول الأمراض التي تنقلها في غياب خضوعها للمراقبة الطبية والمتابعة من طرف طبيب بيطري بالإضافة إلى غياب الوعي لدى المربين الذين لا يتعدون استعمال الماء والصابون في تنظيفها ويطعمونها من بقايا الأكل خصوصا أرجل ورؤوس الدجاجٍ وعبر أحد الشباب عن استغرابه وجود شباب ينتمون لفئات فقيرة من المجتمع يملكون كلابا قيمتها 65 مليون بل قال إن هناك بعض الشباب البطال يربي كلبا يقاسمه الفراش في كوخ الأسرة القصدير ويرى أنه من غير المنطقي لأنه لا يجد ما يسد به رمقه فكيف يستطيع توفير أكل سليم ودفتر صحي لكلبه في الوقت الذي لا يتوفر هو على دفتر صحي.وعبر عدد من المواطنين ممن تحدثت إليهم موقعنا أن هناك ظاهرة برزت في الآونة الأخيرة تهم الحوادث الخطيرة جراء اعتداءات عنيفة لكلاب من نوعية “بيتبول” على المواطنين بل إن هناك من المنحرفين من يستعملونها في عمليات السرقة وقطع الطريق عن المواطنين وإرهابهم بقصد سلب ممتلكاتهم بل أحيانا إن بعض المجرمين يستخدمون هذه الكلاب في مواجهة رجال الأمن الذين يضطرون أحيانا إلى المخاطرة واستخدام طرق وتقنيات جديدة لإيقافهم وضبط كلابهم.