حسب مصالح الحماية المدنية لقي شخصان مصرعهما وجرح 17 آخرين في حادث انقلاب حافلة لنقل المسافرين بولاية أدرار يوم أمس 24 جانفي ووقع الحادث وفق ذات المصادر في حدود الساعة 10 صباحا على مستوى الطريق الوطني رقم 6 قرب مفترق الطرق بين شروين وأدرار حيث كانت الحافلة تضمن رحلة بين وهران وأدرار.
لقد صارت حوادث السير عبر الطرق ظاهرة بعدما كانت حوادث نادرة وارتفع عدد هذه الحوادث بشكل يثير القلق وارتفع عدد الضحايا من قتلى وجرحى بشكل غير مسبوق. ومن المعلوم أن حوادث السير تعزى إلى سبق إصرار على الحوادث من طرف شريحة من خلق الله فإذا كان بعضهم يرتاد الخمارات طيلة يومه في حانات أو يرتاد أسواقها الممتازة فيقتني منها ما يشاء من الخمور جهارا نهارا وبحماية يوفرها له القانون وتلعب برأسه أم الخبائث ثم يقفل راجعا إلى منزله في ساعات المساء أثناء عودة قوافل الموظفين الذين يتنقلون يوميا بين المدن سائقا سيارته بتهور وبتجاهل لكل القوانين والأعراف وضاربا عرض الحائط كل علامات المرور ومتهتكا بالإدمان على شرب الخمر وراء مقود سيارته و بمغازلة من برفقته من بائعات الهوى ومتمايلا على أنغام الموسيقى الخليعة الصاخبة بحيث يخيل إليه تحت تأثير الخمر أنه يقوم بتمثيل بطولة فيلم من أفلام المغامرة إذ لا يبالي بأرواح خلق الله على الطريق فيحصدها حصدا مخلفا وراءه أيتاما وأرامل يتجرعون الآلام والأحزان ويعانون المآسي بسبب نزواته البهيمية. والغريب أن يمر أمثال هؤلاء المعربدين بحواجز عبر الطريق وهم متلبسون وحالهم تشي بالعربدة فلا يستوقفون ولا يتم التحقيق معهم ولا تجرى لهم أبسط الفحوصات لمعرفة درجة سكرهم كما هو الحال في بلاد الغربية. والأغرب من ذلك أنه عندما تنصب كاميرات مراقبة السرعة في بعض الأماكن على الطريق يعمد بعضهم إلى التعاطف المغشوش مع المبالغين في السرعة فينبهونهم باستعمال الإشارات الضوئية إلى أماكن الرادار لتمكينهم من الإفلات من عقوبة عسى أن تردعهم و تردهم إلى رشدهم ومباشرة بعد اجتياز نقطة المراقبة تعود السرعة كما كانت أو أكثر مما كانت وتصير أرواح العباد فوق كف عفريت كما يقال. ومن الظواهر الأخرى الملحوظة أيضا تهور بعض أصحاب النقل الثقيل الذين يظنون أن ثقل شاحناتهم يعطيهم ثقلا على الطريق فيسقون آلاتهم العملاقة دون اكتراث بأصحاب السيارات الصغيرة وقد يعاندون أصحاب هذه السيارات الصغيرة في السرعة لإظهار الشطارة في السياقة فترى الشاحنة وطولها أمتار كثيرة تتجاوز السيارات الصغيرة بسرعة قد لا تتعداها السيارات الصغيرة. ومن الظواهر الملحوظة أيضا أن السيارات ذات الألواح الأجنبية أو السيارات الرباعية الدفع أو الفخمة تسير في الغالب بالسرعة المفرطة لأن السرعة المحدودة لا تليق بها بسبب لوحاتها الأجنبية أو بسبب فخامتها وقوة دفعها وكثرة خيلها ونباهة أصحابها وقدرهم ومقدارهم الذي هو فوق أقدار المواطنين فلا يكاد أصحاب هذه السيارات يقتربون من غيرهم إلا و أبواق سياراتهم لها زعيق وكأنها سيارات إسعاف أو شرطة أو درك تطلب ممن يكون أمامها إخلاء الطريق لها لتمر بسرعتها الجنونية التي هي فوق كل قانون وقد يشبع أصحابها غيرهم شتما لأنهم وحدهم المتحضرون الذين يجيدون السياقة بحكم فخامة سياراتهم.