حتى ولو تغير المسؤولين لن تتغير خرجاتهم بتصريحات مكررة للاستهلاك المحلي لا تغني ولا تسمن من جوع رغم تغير المسؤولين ستجد نفس التصريحات مكررة وكل ما تغير هو اسم وصورة (شكيب) والذي حل محل (اويحيى). فحالة التذمر التي تزيد عند الناس يوماً بعد يوم تستلزم منا التنبيه وطرق باب الحديث في هذا الموضوع مبكراً علاوة على أن الدروس السابقة علمتنا أن الرغبة في خدمة الوطن والمواطن بإخلاص وضمير تظهر عند المسؤول المخلص منذ أول يوم، بل ومنذ اللحظة التي يجلس فيه على كرسيه، أما الدافع الحقيقي الذي جعلنا نطرق باب الحديث في هذا الموضوع فهو هل سيتغير الحال مع تغيير المسؤولين !!.
في البلاد لا شيء يبدو واضحاً بل الوضع ينتقل من الرمادي إلى الأسود ليس في كلامي هذا يأس كما قد يظن البعض بل هو كلام واقعي وهو ما سبب كل هذا الإحباط عندي وعندك وجعل نفسية المواطن تضيق بضبابية المستقبل فما نلمسه حتى الآن أن الوزراء والنواب لم يفهموا بعد أن المواطن هو ثروة الوطن الحقيقية والركن الأساسي في مسيرة التنمية والتقدم فيها وأن وجود كليهما في موقعه وعلى كرسيه هو لخدمة المواطن. وعلى عكس المواطن البسيط الذي يتعلم بالتجربة ويعيش الإحباط فالمشكلة أن درب التفاؤل والتواكل الممزوج بالأماني والأوهام أصبح نفسه يسبب الإحباط والاكتئاب وهو ما قتل بداخلي التفاؤل أعطني سبب للتفاؤل بتغيير أي مسؤول!! وضع المواطن مثير للشفقة والوضع الأمني منذ سنوات نفسه لم يتغير حال البلد هو هو. والمحير في الأمر أننا لسنا متقدمين بل نحن واقفين في مكاننا وكان الزمان طاوعنا وتوقف حتى هو وهذا ما يجعل خبراء الاقتصاد في العالم محتارين في أمر تصنيفنا!! للأسف علينا أن نسلم ونصدق بأن الوضع سيبقى على ما هو عليه وأن الفساد سيستمر والفاسدين سيبقون وأن استنزاف المال العام سيستمر على سفرات ومهرجانات واحتفالات وأمور وأشياء أخرى… وأن زيادة رواتب المواطن مستحيلة لأن الميزانية لا تسمح (رغم أنها تسمح بكل شيء ولكن تأتي عند المواطن فلا تسمح) وأن نرفع أكفنا ونسأل الله أن يعجل بخلاصنا من هذا الكرب الذي نعيشه وفقدنا الأمل في تغيره.
يعتصرني الألم وأنا انظر لما يجري للوطن وأحيانا اشعر بأنني أتوهم ولكن ما أن أصحو من غفلتي أجد واقعا مريرا ينخلع القلب من هوله وأتساءل بداخلي هل هذا هو الوطن الذي حلم به الشهداء أمن أجل هذا استشهدوا.