اليوم نستقبل عام جديد وقد انقضى عام كامل بكل ما حمله من أفراح وأحزان وما عرفه من لحظات ستبقى عالقة بالأذهان نحاول أن نحتفظ في ذاكرتنا بالأشياء الجميلة منها أما اللحظات الحزينة وعلى كثرتها، فنبذل قصارى الجهود لنسيانها وتجاهلها محاولين استشراف المستقبل بعيون أكثر تفاؤلا.
عام 2017 لملم أوراقه ليترك الساحة لعام 2018 الذي يترقبه الناس بين الأمل والرجاء وأحيانا الكثير من الإحباط. لقد امتلأت 2017 بالكثير من الأحداث الساخنة ولم يكن بالعام السعيد على أمتنا العربية والإسلامية التي عانت أقطار كثيرة فيها من العنف والدموية والإرهاب الذي استأسد وتغول وضرب أبناءها بيد باردة بينما الساحة العالمية شهدت سجالا اقتصاديا وسياسيا بين القوى العظمى للحصول على منصب الزعامة إلا أن أيا منها لم تثبت جدارتها في الحصول عليه لأن للزعامة قواعد وأصولا لم تراعها تلك القوى أبسطها العدل والشفافية والصدق وهي صفات لم تتوافر فيها. أما بلدنا الحبيب فلم يكن بمنأى عن العالم حيث شهد كذلك الكثير من الأحداث وإذا كان حلول السنة الجديدة يفرض علينا التفاؤل عملا بالمثال الشائع لا يأس مع الحياة فإننا كمواطنين نبقى متفائلين بغد أفضل غد نرى فيه الجزائر تتألق بالمحافل الدولية وأن يجد الشباب الجزائري الفضاءات المناسبة لممارسة حقه في التعليم والصحة والسكن والشغل والترفيه وغيرها من أسس الحياة الكريمة. مع كل هذه المتمنيات الجميلة والمستحقة ننتظر سنة جديدة نتمناها أن تكون سعيدة على كل المواطنين فقد كانت 2017 سنة تمييز بين الولايات في التنمية واستمرار العبث وتفقير المواطن الزوالي وفي نفس السنة بأيامها وشهورها كانت للجزائر لحظة لقاء مع الإنتخابات بدون مؤشرات مستقبلية تنم على الخير والاطمئنان.ففي سنة 2018 وبعيدا عن التنجيم الخرافي والغير واقعي أرى أن الأشخاص لم تتغير وبالتالي السياسات نفسها والمؤسسات نفسها والغاية واحدة وعليه فالمستقبل كما يعرف الجميع مرتبط بالحاضر والماضي وكلاهما لا يبشر بالخير و2018 لن تخرج عن المألوف والله أعلم. قد يلتمس المواطن كثيرا من البؤس والقلق وفقدان الثقة في مقالي ولكنني وبعيدا عن التنجيم كما قلت سالفا لا أرى غير ما قلت ولا مؤشرات صادقة تؤكد العكس ما لم تكن من أفواه دعاة الرضا بالقدر خيره وشره.
وداعا سنة 2017 البئيسة والفاقدة للشرعية والتي عرفت ما عرفته من عمليات خطف للأطفال وإقصاء وتهميش وخداع ونفاق وطغيان تحت مسميات مختلفة وبلغات متنوعة ومرحبا بسنة 2018 رغم أن الجزائريين الذين لا يعلمون ما يحمله الغد القريب ولا العام الجديد من مفاجآت لا تسُر.