إن سياسة الخوصصة (بيع البلاد) في الجزائر جاءت تنفيذاً لإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين بفرض برامج التكيف وإعادة الهيكلة انطلاقاً من التوجهات العامة التي تبنتها المراكز الرأسمالية بهدف توسيع السوق الرأسمالي. ويرى خبراء الاقتصاد أن سياسة الخوصصة تعد من أهم سياسات العولمة الرأسمالية تهدف إلى دمج اقتصادات البلدان المتخلفة بالاقتصاد الرأسمالي وتوفير شروط وآليات جديدة لنهب موارد البلدان النامية والتي الجزائر من بينها.
استناداً إلى المدرسة الاقتصادية (الروتشيلدية) التي ترى أن الرأسمالية كنظام اقتصادي اجتماعي أفضل النظم وقمة التطور في حين كشفت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي انفجرت في 2008 فشل هذه السياسات الاقتصادية مما اضطر الولايات المتحدة وعدد من دول الرأسمالية بالتراجع جزئياً عن هذه السياسات بشراء الدولة المؤسسات المتعثرة الآيلة للسقوط أي الرجوع إلى التأميم.ومنا نستنتج ما يقوم به الحركي هو خيانة للوطن وتختلف كلمة الخيانة بحسب أحداثها وشخوصها وأماكنها لكنها تتفق على أمر واحد أن الخائن يبيع قيمته كإنسان من أجل مقابل ما وفي أغلب الأحوال ما يبيعه الخائن إما شرف أو ذمة أو دين أو وطن. لا يمكن أن تثق بخائن باع وطنه فمن باع وطنا بأكمله سيبيعك بمنتهى السهولة حين تحين الفرصة! حتى أولئك الأشخاص الذين اشتروا ذمة الخائن بالأموال والعقارات ومظاهر الثراء يعلمون يقينا أنه لا يستحق ثقتهم هم يجعلونه فقط كالطعم في المصيدة يحققون من خلاله هدفا في مخططاتهم وحين تنتهي مصلحتهم منه يرمونه والمصيدة في أقرب مزبلة للتاريخ!. البعض سيخبرونك أن حب الوطن نفاق وإظهاره بدعة سيدفعونك من زاوية دينية (أئمة السلاطين) لأن تعتقد أن مظاهر حب الوطن ما أنزل الله بها من سلطان وفي اللحظات الحرجة التي يحتاج فيها الوطن إلى وقفة أبنائه ستجد هؤلاء صامتين وسيناضلون عبر تعليقاتهم في الفيسبوك أو عبر مقاطع بالسناب شات وهم فرحين بشكل الكلب ويتخيلون أنفسهم ينبحون على الخونة رغم أنهم يعلمون أن الصمت في أوقات الأزمات خيانة للوطن ورغم دلك فهم لن يتكلموا لأن مصالحهم الشخصية المتفق عليها مع الطرف الآخر ستتعارض لو فعلوا سيتركونهم يبيعون الوطن وكأنهم يبيعون قطعة ثوب على قارعة الطريق متناسين أن الوطن في النهاية مثل الأرض الأصيلة سيلفظ كل نبات لن تمتد جذوره إلى أعماقه.
المسؤلون يتنافسون على قتلنا ويتفننون في إيذائنا ويتقنون في تدمير الوطن وهدم نسيجه الاجتماعي أكلوا طويلاً ونهبوا دهراً وسرقوا بلا حساب وعاثوا وفسدوا حتى لم تبق جريمة إلا ومارسوها ولا موبقة إلا وفعلوها خرَّبوا البنية التحتية وبطريقة ممنهجة يدمرون الاقتصاد الوطني والكارثة والفاجعة جميعهم يزعمون حب الوطن وخدمة الوطن وراحة أبناء الوطن وحال الوطن وأبنائه لا يخفى على أحد فقط خذوا كل شيء واتركوا لنا الوطن.