تهكم وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان على قرار الأمم المتحدة الذي يوافق على مشروع القرار التركي بشأن الإبقاء على وضع مدينة القدس المحتلة دون تغيير ورافق تهكمه احتقار واستهزاء كبير بالجزائر فقد قال بأن الجزائر لو تقدمت بمشروع قرار يقول إن الأرض مسطحة وأن إسرائيل هي المسؤولة عن ذلك لحصل هذا القرار على 164 صوت مقابل 13 معترضا و26 يمتنعون عن التصويت.
أولا لنفسر ونشرح هذا لكلام لمن يريدون تسويق الوهم للمواطنين فالوزير الصهيوني يريد أن يقول أشياء كثير ما بين السطور التي كتبها فالرجل يريد أن يقول أن العديد من دول في الأمم المتحدة تعادي إسرائيل بسبب وبدون سبب والدليل أنه حتى لو قامت دولة نكرة ومتخلفة (الأرض مسطحة) وغير مؤثرة في الأمم المتحدة كالجزائر وتسوق لنظرية متخلفة ظهرت في القرون الوسطى وتتهم فيها إسرائيل ستتعاطف معها الكثير من الدول نقطة انتهى الكلام.لكن الغريب في الأمر والذي يثير الغثيان هو تطبيل وتهليل صحافة النظام فقد قالت أنه اعتراف ضمني لإسرائيل بقوة الجزائر !!! وأن الجزائر معادلة صعبة في القضية الفلسطينية !!! ومنهم من قال أن هذا فخر كبير لنا أن يذكر الوزير الجزائر دون باقي الدول ؟؟؟ والحقيقة هي أن نسأل أنفسنا لماذا اختار الوزير احتقار الجزائر دون باقي الدول ؟؟؟ هل لأنه يعرف أن النظام الحاكم ببلادنا لن يطالبه بالاعتذار أو انه يعرف انه نظام ضعيف أمام العدو وقوي أمام الشعب. أيها النظام حالك يشبه حال ذلك الفارس الرعديد الذي يخاف من اقتحام الصفوف الأمامية ويظل طوال المعركة مختبئا متواريا عن الأنظار منتظرا الفرصة للإجهاز على جريح مثخن بجراحه وانتهاء المعركة ليسجل اسمه ضمن من أبلوا البلاء الحسن وهذه ليست بأخلاق الرجال كما علمني أجدادنا الذين اشترطوا في القائد أن تكون له القدرة على مواجهة الكبير قبل الصغير والقوي قبل الضعيف والوجيه قبل المغمور وأظن أنه لو قدر لأحدهم أن يقوم من قبره ويطلع على ازدواجيتك الصارخة القائمة على العنترية حينا والهوان أحيانا لنظم فيك قصيدة هجائية تطفح بمعجم الجبن والغدر والتنكر للقيم وانتحال صفة الضباع التي لا تتورع عن التهام الميت ولا عن أكل جزء من الحي وتبقى على مسافة بعيدة كلما تعلق الأمر بمن هو أقوى منها. فالتصريحات العنترية و التي دأب قادة و مسٶولوا الدولة على إطلاقها بشأن تهديداتهم لدول المنطقة و العالم لا يمکن تفسيرها أبدا أنها تأتي من منطلق و موقع القوة ذلك أن الأوضاع و الظروف المحيطة بنظام داخليا و إقليميا و دوليا جميعها تضيق الخناق على هذا النظام ولا تعطيه متسعا للمناورة و اللعب و التمويه وإنما هو في وضع ضعيف و هش وان عنترياته الفارغة حول القضية الفلسطينية هذه هي أشبه بمحاولة الغريق الذي يتشبث ولو بقشة وانه قد وصل إلى المنعطف الذي طالما سعى للتهرب منه فهو في مواجهة نتائج و تداعيات أعماله وسواء أن رضخ لمطالب الشعب أم سعى لکي يسلك سبيل المواجهة فإنه و بنظر معظم المراقبين و المحللين السياسيين يعتبر الطرف الخاسر.
وننهي الكلام بأبيات نزار: أنعي لكم نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمة إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ لأننا ندخُلها بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ لأننا ندخلها بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ السرُّ في مأساتنا صراخنا أضخمُ من أصواتنا وسيفُنا أطولُ من قاماتنا خلاصةُ القضيّهْ توجزُ في عبارهْ لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ والروحُ جاهليّهْ بالنّايِ و المزمار لا يحدثُ انتصار.