استند المؤيدون للاحتفال بذكرى المولد النبوي على أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الصحابة فمن القرآن الكريم يستدلون بقوله تعالى في سورة يونس : {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} وبما أن النبي رحمة للعالمين فلا حرج في الفرح والاحتفال به وبذكرى مولده ومن السنة النبوية يستدلون بما ورد عن النبي صلى الله عليه أنه سئل مرة عن سبب صيامه يوم الاثنين فقال: لأني فيه ولدت. فإذا كان النبي نفسه يحتفل بيوم مولده بالصيام فما المانع من احتفال المسلمين به؟ ومن أقوال الصحابة يستدلون بقول سيدنا عمر عندما جمع الناس لقيام رمضان في المسجد رغم ترك النبي لذلك : “نَعِمَة البدعة هي” فهي بدعة حسنة مادام الهدف منها تذكُّر النبي وسيرته والصلاة عليه وإطعام الطعام وإخراج الصدقات.
تحتفل الأسر الجزائرية بعيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم وتتخذ الإحتفالات التي يحييها الشعب الجزائري عبر كل ربوع الوطن في إقامة مأدبة العشاء وإعداد المأكولات التقليدية والحلويات في إطار مظاهر احتفالية بهيجة وعادات أصيلة حافظ عليها الجزائريون منذ عقود ويولي الجزائريون أهمية كبرى لهذا اليوم الذي يتيح لهم فرصة سانحة لتجميع أفراد العائلة وتعد المفرقعات إحدى المظاهر السيئة للإحتفال بهذه المناسبة على الرغم من أنها إسراف للأموال وتعدّ صارخ لحريات الأفراد بالنظر إلى المخلفات الخطيرة للمفرقعات من أضرار صحية و عاهات جسيمة . وتبدي الأسر الجزائرية اهتماما كبيرا بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي غالبا ما تتصدره عادات وتقاليد تفضلها العديد من العائلات بالتجمع على مائدة عشاء خاص بهذه المناسبة الدينية إذ تقوم العائلات بالتفنن في طهي «الرشتة» و«الشخشوخة» و«التريدة» المحضرة بلحم البقر أو الدجاج كما أن إشعال الشموع في جميع أرجاء المنزل تعد خطوة لا يستغنى عنها في مثل هذه المناسبة إلى جانب تحضير الطمينة التي تعتبر وجبة صباحية أما عن السهرة التي تفضل العديد من العائلات الجزائرية قضائها في التجمع للسمر وإحتساء الشاي والمكسرات وهي فرصة لزيارة الأقارب والأحباء وخصص العديد من المواطنين الدعاء لسائر المسلمين وتبدأ الجلسات بالذكر المجرد تتناوب خلالها القصائد في تمجيد الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
من خلال التأمل في السيرة النبوية وتاريخِ الصحابة والتابعين بعدهم يبدو أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف لم يبدأ إلا في القرن الرابع الهجري مع ظهور الدولة الفاطمية في مصر ويتفق معظم العلماء والفقهاء على غياب مصدر إسلامي يشير إلى بدء الاحتفال بذكرى المولد النبوي قبل هذا التاريخ. ويتأكد هذا القول بما نقله المقريزي في مخطوطاته من أن الفاطميين هم أول من احتفل بهذه المناسبة واتخذوها عيداً ينضاف إلى قائمة طويلة من الأعياد والمواسم التي كانوا يحتفلون بها .