الجاسوسية ظاهرة قديمة قدم التاريخ الإنساني تطورت في كل مجتمع بقدر يناسب ما لديه من وسائل لجمع المعلومات ونقلها وتحليلها وثمة عوامل عديدة تزيد أهمية هذا النشاط يأتي في مقدمتها ما يشهده العالم من تقدم تقني هائل أصبح العنصر الحاسم في الصراعات وهو التقدم الذي وفر وسائل لجمع المعلومات وتحليلها أكثر دقة وأصغر حجمًا وأوسع مدى… إلى غير ذلك من الصفات التي جعلت هذه الظاهرة تدخل عهدا جديدا في تاريخها الممتد.
استنفر دخول المغرب نادي دول الأقمار الاصطناعية بلادنا إذ تشكلت لجنة رفيعة المستوى تضم كبار الضباط والمسؤولين السامين في وزارات الداخلية والمخابرات والجيش والقوى المكلفة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية للإشراف على تشييد جدار إلكتروني في الحدود مع المغرب. وكشفت تقارير عسكرية أوربية أن الجزائر استبقت موعد بدء العمل بأول قمر اصطناعي عسكري للمغرب وأعلنت بداية حرب التجسس على الحدود بين البلدين إذ شرع الجيش فعلا في نشر رادارات تشويش وإقامة جدار عازل بتكنولوجيا متطورة.وبرر القايد صالح استنفار الحدود مع المغرب بـالتهديدات الأمنية التي تواجهها البلاد على مستوى التجسس والتهريب والاتجار في المخدرات مبرزا أن السلطات تعتبر تشييد هذا الجدار العازل إجراء وقائيا لمواكبة تطور التسلح في المنطقة وذلك في إشارة ضمنية إلى القمر الاصطناعي العسكري الذي سيطلقه المغرب في الثامن من نونبر على الساعة الثانية و 42 دقيقة وذلك في إطار مشروع فضائي بتكلفة بلغت 500 مليون أورو يتضمن قمرين صناعيين الأول يطلق بعد أيام قليلة والثاني منتصف 2018 ورغم أن بيان المغرب حول القمر الصناعي الجديد جاء فيه أنه سيستخدم في مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب وملاحقة الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل فإن مسؤولين في قصر مرداية لم يترددوا في اتهام المغرب بمحاولة التجسس على جيرانه وأن هذا القمر الاصطناعي سيستخدم لرصد تحركات الجيش الجزائري والتجسس على المنشأة الحيوية. وعلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط أظهرت إسبانيا توجسا من الخطوة المغربية على اعتبار أن نجاح المغرب في هذه المهمة التي تمت في سرية تامة من شأنه أن يفقد مدريد تفوقها في المجال في إشارة إلى أن القمر الاصطناعي العسكري المغربي هو الأول من نوعه في غرب المتوسط لامتلاكه قدرات تقنية متطورة بإمكانها التقاط صور دقيقة للجيوش وعتاد دول الجوار. وأوضحت تقارير إسبانية أن التقدم المغربي جاء بفضل صفقة غير مسبوقة أبرمت مع الشركة الأوربية (إيرباص للدفاع والفضاء) و(تاليس إلينيا سبيس) وذلك إثر الزيارة التي قام بها فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي السابق للمغرب في 2013.
في الأخير المغرب ليس دول بترولية مثلنا وليس لديه احتياط كبير من الغاز ورغم ذلك سيتحول المغرب حسب التقارير المذكورة إلى قوة عسكرية فضائية مع إطلاق صاروخ “فيغا” التابع لشركة “أريان” بحمل القمر الاصطناعي “موروكن سات وان” إلى الفضاء ويبلغ وزن القمر الاصطناعي المغربي 970 كيلوغراما وبإمكانه التحليق على ارتفاع 700 كيلومترا من الأرض وقادر على الرصد والاستطلاع بدقة عالية في شريط يمتد على 800 كيلومتر ويمكنه التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية على رأس كل 6 ساعات. والسؤال المطروح للمسؤولين لماذا ننتظر دائما أن يسبقنا المغرب بخطوة ثم نقلدها ونتبعه.