بعدما قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس انه يعرف الرئيس القادم للجزائر فما فائدة إعلان عن إجراء انتخابات الرئاسية والتي ستأتي في ظل انقسام متواصل منذ أكثر من تسع سنوات كاملة بين الجنرالات وأصحاب المال و هذا الإنقسام الذي خرّب ما خرّب ودمّر ما دمّر من النسيج الوطني والسياسي والاجتماعي .إن الإنتخابات الرئاسية القادمة عبارة عن مسرحية هزلية لا تعدو كونها شكلاً بروتوكوليًا ليس له في الحقيقة أية صلة بالعملية الديمقراطية لاسيما أنها ستأتي بدون أرضية حقيقية وبدون أسس واقعية أو منطقية سليمة لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الاجتماعية لإجرائها.
سيناريو مسرحية الانتخابات الرئاسية سيتكفلَّ رجال المال والذين يمتصون دم المواطن و محسوبون على النظام برعاية حملات شعبية ودعائية داخل البلد بالتزامن مع ضخ أموال في الأسواق لتخفيف الاحتقان والتشنج بين المواطنين الذين يعانون أوضاعا غاية في السوء والذي يعتقد معظمهم أن سبب معاناتهم هو تمسك رئيس النظام بمنصبه. وعلى صعيد آخر سيجري العمل لاستدراج بعض المعارضين لدخول حلبة المنافسة وإضفاء مسحة شرعية على المسرحية التي يفترض أن يكون فيها صراع ودراما على أن يسقطهم البطل الأساسي جميعاَ لكن على طريقة الأفلام الهندية هذه المرة. المرشحون المحتملون يتدرجون من زعماء أحزاب موالية قلباً وقالبا للنظام مثل عباس واويحيى وليس ثمَّة معنى لترشحهم سوى اغناء المسرحية بعدد كبير من الشخصيات وصولاَ إلى بعض معارضي النظام تحت سقفه وبشروطه وانتهاء بأشخاص تيكنوقراط.
بعد تصريحات جمال ولد عباس على ما يبدو حسم النظام أمره فلا تراجع ولا تنازلات ولا تغيير جوهري في بنيته مستنداً في ذلك إلى دعم حلفائه ومطمئناً إلى ضعف إرادة القوى الداعمة أو المؤيدة للشعب و يحثًّ الخطى لإعادة الرئيس الحالي أو دميا أخرى لسنوات قادمة وتكريس أمر واقع صلب يتبناه داعميه لمحاولة إنهاء حلم الشعب بالتغيير الداخلي وحسب التسريبات التي وصلت إلينا فمنذ بداية 2018 سيرغم النظام مريديه وأتباعه على توقيع تعهد مكتوب بالالتزام بترشيح وانتخاب بوتفليقة إن بقية على قيد الحياة رئيساً.