لسوء حظنا في هذه الأيام العجاف من عمر الدولة الجزائرية الحديثة أننا أبتلينا بنظام ضرب الأرقام القياسية في الفشل والإنتكاسات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي فقد قرأ صناع القرار ببلادنا القراءة الخاطئة لأحاث ليبيا ولهذا فقد إتسمت مواقف النظام من الأزمة بالغموض والإرتجال أحيانا زاد في حدته سيل من الشائعات والتقارير غير المؤكدة التي تشير إلى دعم مادي ومعنوي وعسكري لأزلام نظام القدافي من طرف النظام الحاكم ببلادنا. لأن واقع الحال يقول أن العديد من الجزائريين عبروا عن مواقفهم المساندة للثورات العربية وأيضا الليبية منذ البداية ويبدو واضحا أن النظام غرق في الوحل الليبي بعد أن تجنب وحل تونس ومصر لأنه نظر من حوله فوجد أن كل الأنظمة المُعمرة باتت تشهد احتجاجات وهو عندما يشاهد سقوط أخر جدار حول الجزائر يعلم جيدا أن رياح التغيير تقدمت وعبرت الحدود وهي ما ستلبث أن تنشر عدواها داخل البلاد لذلك النظام فكر بدخول ليبيا أولا لتصريف الأزمات الداخلية وثانيا للمساعدة على رجوع رموز النظام القديم لسدة الحكم بليبيا.
التحذير / حذر محللون وسياسيون من مخاطر انصياع الجزائر لضغوط فرنسية من أجل التدخل العسكري المباشر في ليبيا ودعوا النظام إلى القيام بدور سياسي لحل أزمتها الأمنية لأن فرنسا تحاول توريط الجزائر في مستنقع ليبيا عبر العمل على إقناعها بالتدخل العسكري المباشر فيها ففرنسا والدول الغربية تقف وراء الانفلات الأمني الذي يقع حاليا في ليبيا لأن الدول الغربية تعيش على وقع أزمة اقتصادية خانقة وعينها على النفط الليبي واحتياطي الصرف الجزائري الذي يتجاوز في مجموعه 300 مليار دولار لذلك فرنسا والدول الغربية وبمساعدة جنرلات الحركي يحاولون استنزاف المال الجزائري في صرفه على التدخل العسكري بليبيا .
قال اسعد امبية ابوقيلة صحفي وكاتب ليبي مستقل ومراسل صحيفة صنعاء نيوز ومراسل لعدد من الاذاعات العالمية و وخاصة هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK القسم العربي قال في تصريحات صحافية أن الجزائر قامت بانتهاك لسيادة الدولة الليبية وان مصادره الخاصة تفيد نقلا عن شهود عيان أن وحدات من الجيش الجزائري دخلت مدينة غدامس الليبية وانتشرت في محيط المدينة وجرت اشتبكات مسلحة بين عناصر من تنظيم داعش والجيش الجزائري لمدة ساعة تقريبا بعد دلك تم انسحاب وحدات الجيش الجزائري من مدينة غدامس الليبية وللعلم تبعد مدينة غدامس الليبية عن طرابلس مسافة ستمائة كلم إلى الجنوب الغربي في ليبيا ونقل الصحفي الليبي المستقل اسعد امبية ابوقيلة أن هناك معلومات متضاربة تفيد عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية داعش من أسر عشرات من الجنود الجزائريين في محيط مدينة غدامس الليبية والوضع الأمني الان مستقر في مدينة غدامس ولكن وحدات من الجيش الجزائري تتمركز بالقرب من مدينة غدامس وربما تتأهب لهجوم جديد علي مدينة غدامس بحجة مكافحة الإرهاب وختم اسعد ابوقيله بقوله الجدير بالذكر بعد الحرب العالمية التي قادها حلف الناتو لإسقاط نظام معمر القذافي أصبحت ليبيا تعيش حالة من عدم الأمن والأمان والاستقرار تهدد بالحرب الأهلية وتقسيم البلاد وعودة الاستعمار بمساعدة من كنا نعتبرهم جيران.
وفي الأخير نقول إذا زاد النظام التوغل في المستنقع الليبي فهو يدق مسماره الأخير في نعشه لأننا صبرنا طويلا عليه وعلى سرقاته لخيرات الوطن واحتقاره المواطنين فقد جاء الوقت لنقول كفى كفى كفى.